طالبت الفيدرالية الوطنية للجمعيات الأمازيغية وزيرة التعليم بفرنسا، نجاة بلقاسم فالو، بإدراج تدريس الأمازيغية للأطفال أبناء المهاجرين ذوي الأصول الأمازيغية المنحدرين من المغرب، وذلك في إطار الإصلاح الذي تجريه الوزارة، والقاضي بإدماج اللغات الأصلية في البرنامج التعليمي المقرر تطبيقه ابتداء من الموسم الدراسي القادم، حيث ستصبح اللغات الأصلية في حكم اللغات الأجنبية مثل اللغة الألمانية والصينية.
واعتبرت الفيدرالية، في رسالة مفتوحة موجهة للوزيرة الفرنسية، توصلت جريدة بيان اليوم بنسخة منها، أن الآلية التي تخص تدريس اللغات الأجنبية الذي يهم أبناء الجاليات الأجنبية منذ سنة 1970 أصبحت متجاوزة، علما أن الأطفال ذوي الأصول الأمازيغية لم تتح لهم قط الفرصة لتعلم لغتهم الأم في المدرسة الفرنسية، وأن اللغة العربية وحدها هي التي لقنت لهم باقتراح من البلدان التي ينحدرون منها.
وذهبت الفيدرالية، في الرسالة ذاتها، إلى حد اعتبار أنه في حال إصرار فرنسا على حرمان هؤلاء الأطفال من تعلم لغتهم الأم الأمازيغية سيعتبر الأمر بمثابة مواصلة للنهج الذي تبنته فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية والقاضي بإقصاء هذه اللغة.
وأفادت الفيدرالية أن ما يسمى آلية تدريس اللغات الأجنبية والتي تعتمد إحدى المقررات الأوروبية، توصي البلدان الأعضاء للاتحاد الأوربي باتخاذ الإجراءات الكفيلة للنهوض بتعليم اللغات الأم والثقافة للبلد الأصل لفائدة الأطفال، على اعتبار أن إتقان اللغة الأم مفتاح للنجاح في تدريس لغة ثانية، موجهة دعوة بتغيير التوجه الذي أدى إلى اعتماد سياسة التعريب التي انتهجت حيال أبناء أفراد الجالية المنحدرين من كل من المغرب والجزائر، فوق التراب الفرنسي، تماشيا مع المصالح المتبادلة مع سلطات البلدان الأصلية للمهاجرين، وحفاظا من فرنسا على مصالحها الاقتصادية.
وشددت الفيدرالية، في هذا الصدد، على رفع التمييز الذي طال الأطفال المنحدرين من أصول أمازيغية، وعدم ارتكاب أخطاء مرة أخرى في الإصلاح الجديد بحرمانهم من حقهم في تعلم لغتهم الأم، خاصة وأن الأمازيغ يمثلون الجالية الأجنبية الثانية من حيث العدد في فرنسا، إذ يأتي الأمازيغ المنتمين لمنطقة القبائل في الجزائر في المرتبة الأولى، يليهم الأمازيغ المنحدرين من المغرب.
وفيما يمكن اعتباره دعوة لفرنسا لتصحيح ما قامت به خلال الحقبة الاستعمارية، نبهت الفيدرالية إلى أن سياسة تعريب الأمازيغ ببلدان شمال إفريقيا تبلورت من قبل مسؤولين فرنسيين حيث تم على إثرها اعتماد اللغة العربية الكلاسيكية لغة رسمية في هذه البلدان، وتم ذلك من طرف فرنسا باعتبارها آنذاك قوة استعمارية، مشيرة إلى أن الحركة الأمازيغية، بعد نضال دام نحو 36 عاما، تمكنت حاليا من الحصول على اعتراف باللغة الأمازيغية لغة رسمية، وذلك بالتنصيص عليها في دستور كل من المغرب والجزائر.
وقالت الفدرالية، في هذا الصدد، “إنه في حال استمرار فرنسا في حرمان الأطفال المنحدرين من الهجرة ذوي الأصول الأمازيغية من تعلم لغتهم الأصلية، فإن ذلك سيكون بمثابة تصريح صريح عن إرادة فرنسا في تعريب وأسلمة الأمازيغ القاطنين فوق التراب الفرنسي، في وقت يعمل فيه الأمازيغ بشكل حثيث من أجل إشعاع قوي لهويتهم الأصلية وجذورهم الثقافية واللغوية”.
فنن العفاني