(مهداة إلى كييف)
رأيتها تقطف الموت بدمعها
رأيت الموت المجنون يطوقها
رأيت سواد البارود كحلا في عينيها
رأيت أحاسيس مهربة في حقائبها
ورأيت يدا صغيرة تصرخ فوق جثث صفراء.
لا مكان للتراب، للمقابر.
روح كييف ترتعد على باب التجريب.
ذهبت إلى الطرف الآخر من الحياة، تبطئ الخطو، تسرعه،
تغازل قلب العصافير..
تنظر إلى السماء باحثة عنها
عن القطرة الأولى التي لم تمت
نما العشب في ذهولها فجأة، محترقا.
دون أن تنكر نفسها خذلتها الكلمات
سقطت صريعة في قلبها
مهما بلغ الحلم، مهما هوى،
تعالي قرب الموت قليلا
ما تبقى من كأس الحياة شربه الدوار.
كن حذراً أيها النزوح لو كان النسيان يذكرك
بعدد الأطفال الذين مسهم الخوف.
كان يمكن أن تغير لون الندى في عينيها،
لو لم يدس لغم على أمنياتها
ناعمة جدا،
غريبة جدا
عارية
دونما خوف عبرت الحدود
وبكل الحرائق علمت الحزن كيف يضحك لوميض قاتل
لجوع العظام،
لا صراخ في العدم
كييف
دون غد اختفى المصير
حجر الدمعة
جرح الثوب
خلع ملابس الورد
أحب الرحيل في صمت الوقت.
ما اليقين في سرب طيور نازفة
لو تهجر السماء لحظة
خيرا لو تغدو بعيدا،
هو مزاج هفوة تأوهت
هو حلم إبر في الحلق تعمقت
فتحت باب الخلل والحديد
لا أثر لقدم
لا أثر يبقى
سوى قصائد ترسم طريقها نحو المجهول.
> شعر: ريحانة البشير