إسرائيل تواصل قصفها الكثيف لجنوب قطاع غزة

واصل الجيش الإسرائيلي الثلاثاء قصفه العنيف على قطاع غزة حيث تدفع الاشتباكات المدنيين إلى نزوح مستمر في ظروف إنسانية بائسة، وصفها مسؤول أممي بأنها “جحيم على الأرض” مع استمرار الحرب.
وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحماس على الدولة العبرية، شبه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الوضع في غزة بأنه “جحيم على الأرض”، ووصف بـ”المروع” تسجيلا مصورا يظهر نسف مدرسة تابعة للوكالة.
وأكد لازاريني على منصة إكس أن “جميع المرافق العامة ومن بينها المستشفيات ومدارس الأمم المتحدة يحميها القانون الدولي”.
ووفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة للحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل 18412 شخصا، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال.
والثلاثاء، أفادت وزارة الصحة باقتحام قوات إسرائيلية لمستشفى كمال عدوان في شمال القطاع.
وقال المتحدث أشرف القدرة في بيان “قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مستشفى كمال عدوان بعد حصاره وقصفه لعدة أيام”.
وأضاف القدرة “قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم في هذه الأثناء بتجميع الذكور، بمن فيهم الطواقم الطبية في ساحة المستشفى” موضحا “نخشى على اعتقالهم واعتقال الطواقم الطبية أو تصفيتهم”.
وسبق للقوات الإسرائيلية أن اقتحمت مستشفيات أخرى في قطاع غزة بينها مستشفى الشفاء.
ودخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الثلاثاء يومها السابع والستين بعدما بدأت بهجوم دام وغير مسبوق نفذته الحركة الإسلامية الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، داخل الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة.
وأسفر الهجوم عن 1200 قتيل معظمهم مدنيون قضى غالبيتهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية. كذلك اختطف حوالي 240 شخصا ونقلوا إلى قطاع غزة حيث ما زال 137 منهم محتجزين. وبدأت إسرائيل عملية برية في القطاع في 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية تشرين الثاني/نوفمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال.
مساء الثلاثاء، أعلن الجيش استعادة جثتي رهينتين إسرائيليين في قطاع غزة خلال عملية عسكرية.
وقال الجيش في بيان “خلال عملية في غزة، تم العثور على جثتي ايدين زاكاريا و(الجندي) زيف دادو وإعادتهما إلى اسرائيل”.
وبحسب الجيش، بقي 135 رهينة في قطاع غزة، بما في ذلك جثث.
وتحولت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.
ويفر آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرا.
وأكدت وزارة الصحة أن “24 مواطنا استشهدوا في عدة غارات” في رفح.
وفي مستشفى في رفح، وقفت عائلة الطفلة سيدال أبو جامع (سبع سنوات) فوق جثمانها لتوديعها.
ويقول والدها هاني إنه سمع ليلا أصوات انفجارات وقصف قريب من خيمة العائلة النازحة، ولكن صباحا “أشعلت موقد النار (..) وجئت لأوقظ سيدال ورفعت البطانية عنها ووجدتها غارقة في دمائها وأخذناها إلى المستشفى” مضيفا “كانت ميتة”.
وأفادت الأمم المتحدة الثلاثاء أن حوالي 18 في المئة من البنى التحتية في قطاع غزة تعرضت لأضرار منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، استنادا إلى صورة التقطت بقمر اصطناعي عالي الدقة.
وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الثلاثاء من أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة “تخط ت الانهيار”.
واضطر 1,9 مليون شخص للفرار من المعارك وانتقلوا إلى جنوب قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من كانون الأول/ديسمبر “يواجهون ظروفا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ”.
وأضاف “تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية”، في حين أن “غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض” خصوص ا عندما تسبب الأمطار فيضانات.
وتسببت إحدى الغارات بحفرة عميقة ودمرت مبان محيطة. وحاول بعض الفتية إنقاذ ممتلكات من تحت الأنقاض.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء مقتل 105 من جنوده منذ بدء العمليات البرية مشيرا أن 20 منهم قضوا في حوادث. وبحسب الجيش فإن 13 من الجنود قتلوا نتيجة نيران صديقة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الاثنين في كلمة بثها التلفزيون “حركة حماس على شفير التفكك والجيش الإسرائيلي بصدد السيطرة على آخر معاقلها”.
ناشدت الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وتؤكد السلطات الإسرائيلية أنها تريد الإشراف على شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.
وعبرت قافلة مساعدات مصرية تضم 80 شاحنة الثلاثاء إلى معبر كرم أبو سالم بين مصر وإسرائيل للتفتيش. ووافقت إسرائيل الثلاثاء على إعادة فتح معبر كرم أبو سالم كنقطة تفتيش لتفقد المساعدات المرسلة إلى غزة.
وقصفت طائرات ومدفعية إسرائيلية مواقع لحزب الله في جنوب لبنان ردا على قصف لشمال إسرائيل، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأعلنت وزارة الجيوش الفرنسية الثلاثاء أن سفينة فرنسية كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر أسقطت مسيرة كانت تهدد ناقلة ترفع علم النرويج هاجمها المتمردون الحوثيون في اليمن.
وأضافت الوزارة في بيان أن الفرقاطة “لانغدوك” المتعددة المهام “اعترضت ودمرت مسيرة كانت تهدد بشكل مباشر ستريندا” ثم “تموضعت لحماية الناقلة، وحالت دون محاولة اختطاف السفينة”.

أ.ف.ب

Top