ضمن المنتخب الوطني التأهل والمشاركة في المونديال للمرة السادسة والثانية على التوالي، وذلك بتجاوز الكونغو الديموقراطية بفوز عريض في الإياب بالدار البيضاء 4-1 بعد التعادل بهدف لمثله في كينشاسا.
وعقب ضمان المشاركة في نهائيات “قطر 2022″، تحرك الجدل حول المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش ومصيره مع المنتخب الوطني، خاصة وأنه لم يفي بالتزامه بأحد أهداف العقد الذي يربطه بإدارة الجامعة، وقاد الأسود إلى الإقصاء في “كان الكاميرون” في دور الربع، إضافة إلى تعنته في اختياراته واستمراره في تجريب اللاعبين، وقد تجاوز عدد اللاعبين الذين جاوروا المنتخب الوطني منذ تعيينه في المهمة في الـ 15 غشت سنة 2019، أكثر من 90 لاعبا.
وفضل رئيس الجامعة الاحتفاظ بالمدرب وحيد لأن الفترة الفاصلة عن محطة السد المؤهلة إلى المونديال وجيزة ولا تسمح بالتعاقد مع مدرب جديد، وسط مطالبة الجمهور باسترجاع اللاعبين الذين غيبهم وحيد خاليلوزيتش وأقصاهم من المشاركة في “كان الكاميرون”، وكذا التصفيات القارية المؤهلة إلى المونديال.
والغريب أن الرجل ظل يبرر قراره لوحده، حيث يوجه تهمه لحكيم زياش ونوصير مزراوي دون تقديم تفاصيل مقنعة، مما دفع اللاعبين المذكورين إلى الخروج بتصريحات تؤكد وجود خلاف مع المدرب، وأن هذا الرجل فشل في مهمته الهادفة إلى تكوين فريق وضم مختلف المواهب الجاهزة و القادرة على تحمل المسؤولية.
وتابع الجميع كيف وجه حكيم زياش رسالة واضحة ومؤثرة من أبو ظبي وهو مع فريقه تشيلسي في مونديال الأندية، يعلن اعتزاله اللعب للمنتخب الوطني الذي اختار حمل قميصه بدل قميص هولندا، وذلك بسبب المدرب، ونفس الأمر بالنسبة لنوصير مزراوي الذي قدم توضيحات بين من خلالها عربدة المدرب وحيد وظلمه.
واليوم والأنظار تتجه إلى مونديال قطر والموعد يقترب، والرأي العام الوطني ينتظر مشاركة إيجابية أفضل من التي عاشها جيل 1986 في المكسيك، الجيل الذي تجاوز الدور الأول بقيادة المدرب الراحل المهدي خوصي فاريا وحقق مجدا للوطن ولقارة إفريقيا التي استفادت برفع عدد منتخباتها في المونديال إلى خمسة، فهل تحتفظ الجامعة بالمدرب البوسني؟ وهل وتسمح في ابتعاد لاعبين مغاربة حضورهم مميز في الاحتراف والجمهور يطلب التحاقهم بالمنتخب ضمن رحلة مونديال قطر، وتفصلنا عن الحدث مدة 225 يوم، أي حوالي ستة أشهر.
وما يجري و يدور حاليا يترجم قرب الإنفصال وتنفيذ القرار مسألة وقت فقط، ومن مكر الصدف أن الحدث يتكرر بالنسبة للمدرب وحيد خاليلوزيتش وقد سبق أن حقق التأهل مع منتخب اليابان إلى مونديال روسيا 2018، لكن الإتحاد الياباني لكرة القدم عجل بإقالته لنفس الأسباب المطروحة اليوم صراعات الرجل مع مجموعة من لاعبي منتخب اليابان وخلافات في التواصل، وحدث ذلك قبل شهرين فقط عن موعد المونديال حيث أن قرار الإقالة تم في 9 أبريل 2018، والمونديال إنطلق في روسيا في 14 يونيو دون المدرب وحيد.
الخلاف بين وحيد واللاعبين نوصير مزراوي وحكيم زياش اندلع في ماي الماضي عندما كان المنتخب الوطني يتهيأ لوديتي بوركينا فاصو و غانا، و كان زياش عائدا، فائزا مع فريقه تشيلسي بكأس دوري أبطال أوروبا، خلاف تعذر على المدرب وحيد احتواءه وفشل في تدبيره واختار الاستمرار في الإقصاء مسلحا بالنتائج الإيجابية، لكن الجمهور لم ينسى وظل يذكر وينادي باللاعبين زياش ومزراوي وحمد الله وغيرهم ويطلب عودتهم وتعزيز المنتخب الوطني.
وبدوره فوزي لقجع رئيس الجامعة أبقى باب المنتخب مفتوحا، ويلوح في خرجاته المسؤولة بإمكانية استرجاع هاته الأسماء، وبدأ الحديث في مدار الكرة عن بديل وحيد خاليلوزيتش، و مكانية صدور قرار الإنفصال قريبا.. وحيد بدوره يتجاهل ما يروج حول إبعاده خاصة وأنه حضر قرعة منافسات المونديال أسبوعا بعد تحقيق التأهل.. هو ملف مفتوح حاليا وكيفما يكون القرار يبقى الأهم يتمثل في مصلحة المنتخب الوطني وكرة القدم المغربية، والمنتخب الوطني مستمر والأشخاص يتبدلون وقد تعاقب على تدريب المنتخب الوطني 39 مدربا من 9 مدارس و8 من المدرسة الفرنسية، وقلة منهم فقط حققت أشياء إيجابية.
< محمد أبو سهل