قدم الفريق الوطني المغربي لكرة القدم عصر أول أمس السبت، ضد جنوب إفريقيا، واحدة من أسوأ مبارياته منذ عدة سنوات.
قدم مستوى لا يشرف نهائيا، أنهاه بهزيمة مقلقة أمام “البافانا بافانا”، أياما فقط بعد تعادل سلبي بالرباط ضد الرأس الأخضر، ليعبر “أسود الأطلس” مرحلة صعبة، لم تكن متوقعة بالنسبة للجمهور الرياضي، لكنها تعد مفهومة للمتابعين والمختصين، بالنظر لعدة عوامل غير إيجابية أحيطت بهذا المنتخب.
ولعل الأصعب في حالة النخبة المغربية حاليا، ظهور اختلالات كبيرة، في أداء لا علاقة له بما قدم من مستوى مبهر، خلال مونديال قطر، صحيح أن غياب بعض العناصر الأساسية كان له تأثير بالغ على تماسك الخطوط؛ أضف إلى ذلك عامل الإرهاق الذي تحدث عنه المدرب وليد الركراكي طويلا، إلا أن هذا ليس مبررا، لقبول كل هذا التراجع المخيف، وما على الطاقم التقني سوى البحث عن العناصر البديلة لضمان الاستمرار بنفس المستوى، وإيجاد تصورات تكتيكية وفنية مغايرة لما سبق.
المؤكد أن الفريق الوطني المغربي تنتظره مواجهات صعبة خاصة بكأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار، الموعد الذي تنتظر الأوساط الرياضية، وكلها طموح لتحقيق ثاني لقب قاري في تاريخ كرة القدم الوطنية، إلا أن الرغبة في التتويج القاري، بدأت تخفت تدريجيا، خاصة بعد التصريحات غير المشجعة لـ “راس لافوكا”.
فبالنظر إلى الفارق في التظاهرات، فان كاس إفريقيا تختلف جملة وتفصيلا عن المونديال، وكل مسابقة لها طقوسها ورجالاتها، وأسلوبها في اللعب، لأن الخصوم تختلف والأجواء لا تتشابه، وهذه الحقيقة الذي يجب استيعابها، فما بالكم إذا كان الأمر يتعلق بالقارة الإفريقية…
من حسن الحظ أن المنتخب تأهل مسبقا لـ “الكان”، قبل خوض هذه المباراة الذي كانت شكلية، لكنها منحت زعامة المجموعة، لأصدقاء النجم بيرسي طاو، وهذه نتيجة غير مستساغة بالنسبة لمنتخب احتل قبل أشهر فقط، الصف الرابع بالمونديال، مما يؤكد أن الأمور لم تدر، على نحو احترافي يعطي للمسؤولية حقها…
السليم أن كل مكونات المنتخب عليها نسيان أجواء المونديال القطري، والتركيز على ما هو قادم، فكل المواجهات المقبلة ستكون صعبة، وكل المنتخبات تطمح إلى هزم الأسود الأطلسية، وهذا تحد آخر، يتطلب نسيان “النية” والتركيز بالدرجة الأولى على الجدية والعمل الدؤوب، للوصول إلى قيمة الأداء الذي أهلهم للوصول إلى المربع الذهبي بأكبر حدث رياضي بالكون…
هناك عناصر أكدت التجربة، أن لا فائدة ترجى منها، منحت أكثر من فرصة سواء مع وحيد أو وليد، وفي كل مرة تظهر عجزها عن تقديم الإضافة المطلوبة، تقنيا وتكتيكيا.
أما طول الموسم وعامل الإرهاق؛ فليس أيضا مبررا، وليس وحده المسؤول عن التراجع، فاللاعب المحترف على أعلى مستوى تعود على كثرة المباريات، وتعدد الالتزامات الضاغطة، والتقدم العلمي أصبح يمكن من استعادة الجاهزية البدنية بسرعة، كما أن هناك عناصر أساسية في التشكيلة عليها البحث عن تغيير الوجهة، وعدم الاستمرار طويلا بكرسي الاحتياط، لأن هذا العامل يضعف إمكانياتها بشكل تدريجي….
وليد الركراكي وأفراد الطاقم المرافق له مطالبون بالبحث عن عناصر بديلة، وعن تكتيكات مغايرة لما قدم بقطر، فالمعطيات الآنية تؤكد أن مرحلة ما بعد المونديال لم تدر بشكل جيد، والكل انشغل كليا في احتفالات المشاركة بالمونديال…
“زير معانا” أسي الركراكي، المونديال انتهى منذ أكثر من 7 أشهر…
محمد الروحلي