اختتمت مساء السبت الماضي فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدار البيضاء الذي تسهر على تنظيمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك، والذي اختير له شعار (المسرح والتأقلم) «انسجاما مع ما يعيشه العالم من أحداث ومبادرات وإجراءات للتأقلم مع الظرفية، فمن الزاوية الفنية تم التفكير في بلورة استراتيجيات ومبادرات للتأقلم مع الواقع الجديد الذي عرف إغلاق المسارح وأبعد الفنانين عن جمهورهم وحلت فيه الشاشة وسيطا بينها».
غابت عن هذا الحفل الذي احتضنه المركب الثقافي مولاي رشيد، لحظة أساسية من لحظات هذه التظاهرة الثقافية، وهي تتويج الفرق المشاركة، حيث لم يتم تعيين لجنة تحكيم بالنظر لانتفاء شروط المنافسة على إثر عدم حضور مجموعة من الفرق المسرحية واقتصارها على المشاركة عن بعد، خاصة الفرقة الأجنبية. ويرجع السبب في ذلك إلى القيود التي تفرضها الجائحة.
استهل الحفل بتقديم عرض مسرحي قصير بعنوان «طوبيس بلانكا» من إعداد المشرفين على محترفات التكوين المسرحي التي تمت برمجتها ضمن هذا المهرجان: فتاح ديوري، سارة سفياني المخرجة الروسية نيكا، وقام بتشخيص مشاهد هذه المسرحية التي تعكس الجانب المظلم في مجتمعنا، مجموعة من المستفيدين من المحترفات المذكورة آنفا، يمكن القول إن المسرحية كانت عبارة عن تطبيق لبعض المبادئ الأولية في التشخيص المسرحي، حيث تمت العناية بمظاهر مختلفة في التشخيص، بما في ذلك المظاهر الوقحة.
عقب ذلك، ألقى رئيس جامعة الحسن الثاني محمد الطلبي كلمة عبر فيها عن ارتسامه حول الظروف التي مرت فيها الدورة، حيث أكد على أنها حققت هدفها من خلال ترسيخ قيم التعارف وتبادل المعارف والتجارب المسرحية، عبر مشاركة فرق مسرحية من داخل الوطن وخارجه، والانفتاح على الفضاء السوسيو اقتصادي وثقافي، ونوه بفقرة محترفات التكوين المسرحي التي من شأنها أن تساهم في تخريج أجيال من الفاعلين في الحقل المسرحي بمختلف مكوناته: التشخيص، الإخراج، السينوغرافيا. كما أشار إلى أن مسؤولية تنظيم المهرجان غير مقتصرة على إدارة الجامعة بل نجد الطلبة الجامعيين يتقاسمون هذه المسؤولية. وتوقف عند شعار المهرجان المتمثل في «المسرح والتأقلم» حيث أشار إلى أن المسرح له دور أساسي في التنمية وترسيخ الجماليات.
وألقى مدير المهرجان عبد القادر كنكاي بدوره كلمة خلال هذا الحفل الاختتامي، كانت عبارة عن خلاصة لحصيلة الدورة، حيث أكد على أنها مرت في ظروف جيدة، وأنه تم الوفاء بتنظيم نسبة 98 في المائة مما كان مبرمجا، على مستوى العروض المسرحية ومحترفات التكوين المسرحي وحفلات التكريم (تكريم الفنانة مالكة العمري والإعلامي نور الدين مفتاح) والندوات (ندوة المسرح والتأقلم) وتقديم الإصدارات الجديدة (إصدار «مسرح القطيعة» للأستاذ الباحث أحمد مسعاية).
وذكر في هذا السياق أن مجمل المواد الإخبارية التي واكبت هذه الدورة، بلغ 345 مادة، وأن متابعة الجمهور لفعاليات المهرجان كانت مشرفة وتم خلالها احترام التدابير الاحترازية من عدوى الوباء.
ونوه باللجنة التقنية التي سهرت على تفعيل تقنية البث عن بعد، حيث سمح ذلك لآلاف المهتمين في كل أقطار المعمور، خاصة من البلدان المشاركة، بمتابعة مختلف فقرات المهرجان والتفاعل معها.
ووعد بالحفاظ على هذا المكتسب حتى لو انعدمت ظروف الجائحة، بالنظر إلى أنه يساهم في توسيع مساحة المشاهدة ومنح إشعاع قوي للمهرجان.
وتم بعد ذلك عرض شريط فيديو عبارة عن استطلاع يوثق لأبرز الفقرات التي ميزت هذه الدورة.
> عبد العالي بركات