أظهر استطلاع للرأي تقدم المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن بأكبر فارق في السباق الرئاسي خلال شهر بعد الإعلان عن إصابة الرئيس دونالد ترامب بفيروس كورونا، مشيرا إلى أن معظم الأمريكيين يرون أن ترامب كان بمقدروه تفادي انتشار الوباء لو تعامل معه بجدية أكبر.
وأشار الاستطلاع، الذي أجرته على مستوى البلاد يومي الثاني والثالث من أكتوبر رويترز-إبسوس ونشرت نتائجه أول أمس الأحد، إلى ضعف التأييد لترامب خارج قاعدة مؤيديه الأساسية الذين تجمع بعضهم أمام مستشفى والتر ريد العسكري حيث يعالج الرئيس.
ورفض ترامب مرارا التسليم بوطأة الوباء ووصفه بأنه سيختفي من تلقاء ذاته كما وبخ بايدن على وضعه كمامة حتى رغم إصابة الملايين بالفيروس وتسببه في وقف الأنشطة التجارية والمدارس.
وأوضح الاستطلاع أن 51 بالمئة من المشاركين يؤيدون بايدن مقابل 41 قالوا إنهم سيصوتون لصالح ترامب. وأوضح أربعة بالمئة من المشاركين أنهم سيختارون مرشحا ثالثا بينما لم يحسم أربعة بالمئة اختياراتهم.
ومع بقاء نحو شهر على الانتخابات يحافظ بايدن على تقدم مبكر في التصويت الشعبي لكن الانتصار يحتاج لتفوق المرشح في عدد كاف من الولايات للفوز بأصوات المجمع الانتخابي.
وتظهر استطلاعات الرأي داخل الولايات أن ترامب يحظى بشعبية مساوية تقريبا لبايدن في الولايات غير المحسومة.
وفي سياق متصل، انخفضت أسعار الذهب، أمس الاثنين، إذ أدت إشارة البيت الأبيض إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “يستجيب جيدا” لعلاج كوفيد-19 إلى تحسن المعنويات عالميا، مما سحب أموالا من المعدن الذي عادة ما يعتبر ملاذا آمنا.
ونزل الذهب في السوق الفورية بـ 0.4 في المائة إلى 1892.01 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06:25 بتوقيت غرينتش.
وتراجعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة بـ 0.6 في المائة إلى 1897.10 دولار.
ومن المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.1 بالمائة إلى 23.73 دولار للأوقية، ونزل البلاتين 0.9 بالمائة إلى 873.96 دولار، بينما فقد البلاديوم 0.3 بالمائة إلى 2302.14 دولار.
وألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب التحية على أنصاره خارج المستشفى التي يعالج فيها من كوفيد-19، بعدما غادرها لفترة وجيزة في جولة داخل موكبه قال على تويتر إنها “زيارة مفاجئة”.
وشوهد ترامب في الموكب واضعا كمامة داكنة وهو يحيي أنصاره، قبل أن يعود إلى مستشفى وولتر ريد لمتابعة العلاج.
وكان ترامب قد نشر قبيل الجولة تسجيل فيديو على تويتر قال فيه “سنقوم بزيارة مفاجئة لبعض الوطنيين العظماء في شوارعنا”.
وتابع “أنا على وشك القيام بزيارة صغيرة مفاجئة”.
وقال ترامب إنه “تعلم الكثير عن كوفيد-19″ في صراعه مع الفيروس في المستشفى”.
وتابع “إنها المدرسة الحقيقية. ليست مدرسة قراءة الكتب، أنا أدركت ذلك، وفهمته، وهذا الأمر مثير جدا للاهتمام”.
وبعد ليلتين في المستشفى، قال أطباء الرئيس الأميركي الأحد إن ترامب قد يتمكن من العودة إلى البيت الأبيض الاثنين إذا استمرت حالته في التحسن، لكن طبيبه الشخصي ترك أسئلة عدة بلا إجابة بما فيها المضاعفات المحتملة.
وخلال مؤتمر صحافي عقد الأحد في مستشفى وولتر ريد، قال الأطباء الذين يشرفون على معالجة ترامب إن حالته تدهورت الجمعة في البيت الأبيض لدرجة أنه احتاج إلى إمداد بالأكسجين لمدة ساعة تقريبا. كما أصيب بحمى ونوبة سعال ما استوجب نقله إلى المستشفى.
وأوضح طبيب البيت الأبيض شون كونلي الذي أكد أن ترامب لم يعاني قصورا في التنفس “كنت قلقا بشأن احتمال حدوث تطور سريع للمرض، لقد أوصيت الرئيس بالحصول على أكسجين إضافي”.
وأقر الطبيب بأنه لم يكشف عن ذلك في اليوم السابق، لتقديم صورة “متفائلة”. حتى إن كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز قال للصحافيين إن الساعات الأربع والعشرين الماضية كانت مقلقة للغاية.
وتابع كونلي أنه صباح السبت، حدث فصل آخر من انخفاض نسبة الأكسجين.
والسبت أيضا، قدم الأطباء للرئيس علاجا ثالثا هو ديكساميثازون، دواء من عائلة كورتيكوستيرويد فعال ضد الأشكال الحادة من كوفيد-19 بالإضافة إلى ريمديسيفير ومزيج الأجسام المضادة من مختبر “ريجينيرون”، وكلها علاجات يمكن أن يستمر في الحصول عليها في البيت الأبيض.
لكن كونلي رفض وصف حالة رئتي ترامب وقال “لقد قدمنا بعض الملاحظات المتوقعة لكن ليس هناك أي شيء مهم من وجهة نظر طبية”.
وعمل ترامب الأحد على إعطاء صورة رئيس يعمل رغم وجوده في المستشفى وهو “يمسك بإحكام بزمام القيادة” وفقا لما قال روبرت أوبراين مستشاره للأمن القومي لشبكة “سي بي إس”.
وبدأ الرئيس إجراء اتصالات هاتفية والتغريد على تويتر. مساء السبت وصباح الأحد، روى العديد من المقربين والشخصيات أنهم تكلموا معه عبر الهاتف: ابنه إريك ومستشار حملته جيسون ميلر حتى مذيعة قناة فوكس نيوز جانين بيرو…
حتى إن الرئيس السبعيني أراد طمأنة الأميركيين بنفسه من خلال بث صور له “في العمل” من المستشفى ونشر مقطع فيديو على تويتر مساء السبت قال فيه “أشعر بتحسن كبير الآن، نحن نعمل بجد كي أشفى تماما. أعتقد أنني سأعود قريبا، أتطل ع إلى إنهاء الحملة (الانتخابية) بالطريقة التي بدأتها بها”، مشيرا إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشكل “الاختبار الحقيقي”.
وتصاعد الجدل الأحد بشأن عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد فيروس كورونا من جانب البيت الأبيض وعائلة ترامب، لكن أيضا بشأن قرار السماح لنائب الرئيس مايك بنس بمواصلة حملة الرئيس لانتخابات 3 نونبر في حال عجز ترامب عن ذلك.
والسؤال: لماذا واصل ترامب الخميس رحلته إلى نيوجيرزي للقاء متبرعين أثرياء رغم علمه أن مستشارته المقربة هوب هيكس التي ترافقه في كل مكان مصابة بالفيروس؟.
كذلك، متى أصيب بالوباء؟ وهل كان مصابا خلال مناظرة الثلاثاء الماضي مع جو بايدن المرشح الديموقراطي لانتخابات 3 نونبر؟.
ولم سمح منظمو المناظرة في كليفلاند لعائلة ترامب بأكملها بأن تحضر بدون وضع كمامات؟.
واعتبر رئيس اتحاد العلماء الأميركيين علي نوري أن البيت الأبيض “اعتمد كثيرا على الفحوص”، مضيفا “بعدم فرضهم وضع الكمامة والتباعد الاجتماعي، خلقوا مناخا زائفا من الثقة في البيت الأبيض” الذي تحول بؤرة للعديد من الإصابات.
وكذلك، يوم السبت 26 شتنبر، توافد عشرات المسؤولين والشخصيات الجمهورية لحضور حفل تعيين القاضية إيمي كوني باريت التي اختارها ترامب في المحكمة العليا، وهو حدث مرتبط بالعديد من الإصابات التي أبلغ عنها في الأيام الأخيرة بينها لدى أعضاء في مجلس الشيوخ ومستشارين للرئيس.
وقالت سيمون ساندرز مستشارة بايدن لشبكة “سي ان ان” الأحد “يضع أعضاء فريقنا أقنعة ويمارسون التباعد الجسدي في كل مكان، في الطائرات وفي السيارات وفي الداخل والخارج”.
أما في ما يخص المناظرة التلفزيونية الثانية بين المرشح ين والمقرر إجراؤها في 15 أكتوبر، فقد أكدت ساندرز أن “جو بايدن سيكون موجودا”.
استطلاع يكشف تقدم بايدن بعشر نقاط بعد إصابة ترامب بفيروس كورونا
الوسوم