بعيدا عن التعصب والانفعال الزائد

مساء السبت بالدوحة القطرية، موعدنا جميعا مع ديربي مغاربي، يجمع بين المنتخب المغربي والجزائري في ربع نهاية كأس العرب -فيفا- 2021، التظاهرة التي تستضيفها قطر، وتسعى لجعلها بروفة ناجحة، على بعد سنة من استضافة أعراس المونديال.
المواجهة التي تجمع بين منتخبين اصطلح عليهما بـ”الرديفين”، تحتفظ بكل أشكال الإثارة والندية، والطابع الرياضي الصرف، كما تعد بكثير من العطاءات، نظرا للمستوى الجيد الذي ظهرا به معا، خلال دور المجموعات، أضف إلى ذلك توفرهما على لاعبين متميزين، يعتبرون من نجوم الدورة.
كل هذه المعطيات تجعل من المباراة الغد قمة حقيقية، بل يمكن اعتبارها نهاية سابقة لأوانها، تصنف بأقوى مواجهة في دور الربع، نظرا لتقارب مستوى الفريقين، أضف إلى ذلك الندية التي تطبع عادة اللقاءات بينهما.
وفي كل الحالات، ورغم حدة التفاعلات، وسعي كل طرف إلى تحقيق الفوز، كرغبة طبيعية وعادية، فإننا أمام مباراة في كرة القدم، لابد وأن تحافظ على إطارها الرياضي الصرف، بعيدا عن كل أساليب الشحن المبالغ فيه، والتعصب الأعمى، والانفعال الزائد.
صحيح أن هناك حيثيات خارجة عن الإطار الرياضي الصرف، تحيط بهذه المباراة، إلا أن واجب العقلاء من الجانبين، الدفع في إطار جعلها قمة من حيث العطاء الرياضي، والروح الرياضية العالية، وتكريس دور الفعل الرياضي في نبذ الخلافات، وإلغاء كل مظاهر التوتر والتصعيد المجاني، مع العلم أن المنتخبين معا يمثلان شعبين شقيقين، تجمعهما الكثير من القواسم المشتركة…
فالمباراة المرتقبة، ورغم طابعها الحاسم والإقصائي، إلا أنها يجب أن تنتصر لروح الأخوة والصداقة، وأن نجعل جميعا من هذا اللقاء، فرصة لتأكيد التلاحم بين الشعبين، بعيدا عن روح العداء الدفين الذي تكنه الطغمة العسكرية، الحاكمة بالشقيقة الجزائر، والتي تواصل حربها الدروس على المغرب ورموزه، ومحاربة قضاياه الوطنية المقدسة.
إننا أمام فرصة عظيمة لتأكيد هذا التوجه الأخوي، والروح الوحدوية التي نسعى لها جميعا، كشعوب محبة للسلام والتعاون والعمل المشترك، بعيدا عن كل الحسابات الضيقة، والنزعة الانفصالية والتطرف، والانغلاق بكل أنواعه وأساليبه.
على هذا الأساس، يجب أن لا نحمل مباراة اليوم بين المنتخبين المغربي والجزائري، أكثر مما تحتمل، ولنحولها إلى فرصة للتأكيد على عمق الروابط، وأواصر الصداقة والأخوة والمصير المشترك.
وليكن المنتصر في النهاية هي الروح المغاربية التي نطمح لها جميعا، وأن نقدم الدليل للعالم أجمع، على أن الطغمة العسكرية بالجزائر لا تمثل سوى نفسها…

محمد الروحلي

Related posts

Top