أثار غياب اللاعبة سناء مسودي عن صفوف المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم، مجموعة من التساؤلات حول أسباب هذا الغياب المؤثر، بصفتها واحدة من أبرز اللاعبات الدوليات، ليس فقط وطنيا، بل عربيا وقاريا.
لاعبة فريق الجيش الملكي، والتي برزت بقوة خلال مباريات عصبة أبطال إفريقيا، وكأس أمم إفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم، يعد غيابها حاليا عن المنتخب خسارة كبيرة، نظرا لإمكانياتها المهمة، ودورها داخل المجموعة ككل.
وحسب ما عرف من أسباب هذا الغياب الملحوظ، فالأمر يعود لمرورها بفترة حمل، الشيء الذي حال طبيعيا دون مشاركتها في مباريات المونديال، والتي تجري حاليا أطوارها بكل من أستراليا ونيوزلندا.
من المؤكد أن لا أحد يمكنه مناقشة هذا الاختيار الذي يبقى مسألة شخصية وعائلية محضة، تتحدد بين أفراد الأسرة، دون غيرهم، وليس لأي كان الحق في التدخل ضمن حيثيات موضوع عائلي بامتياز، لما للعائلة من مكانة خاصة ضمن مجتمعنا بكل أطيافه، وأي تدخل في الاختيار يعد سلوكا خارج السياق…
إلا أنه على المستوى الرياضي، هناك ملاحظات يمكن أن تطرح في احترام تام للخصوصيات العائلية، ضمن نقاش يهم أساسا الجانب الرياضي المرتبط بمسار لاعبة متميزة، وعلاقة ذلك بمواعيد التظاهرات الكبرى…
فتوقيت الحمل فرض عليها الغياب عن المونديال، الموعد الذي كان من الممكن أن تشارك بمنافساته لأول مرة، ولا أحد يضمن مشاركة أخرى خلال أقرب نسخة ممكنة، لأسباب متعددة لا تخفى على أحد، منها الذاتي والموضوعي…
وبعيدا عن حالة سناء مسودي، يمكن أن نأخذ أمثلة من رياضيات متألقات على الصعيد الدولي، ونبدأ بالبطلات المغربيات، وفي مقدمتهن العداء العالمية نزهة بيداون، عندما خططت أيام الممارسة، بعناية لحملها، دون أن يتعارض ذلك مع التزاماتها الرياضية، في نفس الإطار يمكن أن نعطي أيضا كمثال الأمريكية سيرينا ويليامز، والروسية ماريا شارابوفا، وغيرهن من الممارسات على أعلى مستوى، واللواتي برمجن حياتهن وفق تخطيط يراعي ظروفهن العائلية، في ارتباط تام مع الجانب الرياضي، أي أن الحمل يكون مخططا له بدقة، وباتفاق تام مع الزوج والمدرب وبتتبع طبي دائم…
فالشوق للأمومة كرابط إنساني وعاطفي مقدسين، يمكن أن يتحقق دون أن يؤثر على الحياة الرياضية، خصوصا إذا كان الأمر يتعلق برياضة الصفوة، وما تتطلبه من تضحيات وتخطيط وبرمجة، خصوصا أن العلم والتطور الطبي أصبحا يسمحان بذالك…
نعود لحالة سناء مسودي، لنؤكد أن مسألة الحمل، تبقى اختيارا شخصيا لا أحد له الحق في التدخل أو الاعتراض عليه، إلا أنه على المستوى الرياضي هناك ملاحظة تناقش، انطلاقا من غيرة ورغبة في رؤية سناء تدافع عن القميص الوطني، بأكبر موعد رياضي نسوى بالكون…
“لالة سناء، الله يكمل بخير…”…
محمد الروحلي