تعال أيها النسر.. وتعالى

أيها النسر
الواقفُ فوق جثة الجدار الأخير
دعني
أرى ذراعكَ المنقوشةَ على أبواب الزمن
كمطرقةٍ مندفعة نحو قدرها المسكوبِ
في سِفْر الحتميات
تعانقُ بسمةَ ثائرٍ
دعني أَقيسُ عضلاتك المفتولةَ
المقوسةَ
كمنجلٍ يلمع في يد امرأة عارية
تُرضع طفلها حليبَ الغيماتِ
من ثديٍ نافرٍ
أيها النسر
المتوَهجُ في أحلام الكادحينَ
دعني أقرأُ في نظراتِ عينيك الثاقبتين
المسافرتين إلى تُخومِ الشك
الشغفَ المتمردَ
كراسَ الخبز المالح
الحزنَ المتوردَ
كخدِّ الشمس في يوم لافح
ها أنذا أرتب الكلمات على صفيح الخيبات
ألعن في سرِّي
كل المدن التي سقطت تحت صدإ الآلات
وأنتظركَ عند نهاية المنعطف
كي تُساعدني في تفكيك أسرار الوَعْي الشقيِّ
وتُخرجني من بياض الخطابات المغموسة في الآثام
والأوهام
تعالَ أيها النسر
كالفرح الصاخبِ
تعالَى
كالنجم الثاقبِ
أنشرْ جناحيكَ على موائد الزنابق العذارى
والفصول الجائعة
وأمطرْ أعشاشَ العصافير الحيارى
برحيق الندى
ودلِّل خطواتنا الضائعة.

<شعر: عبد اللطيف الصافي

Related posts

Top