جثمان قيدوم الصحافة الحزبية عمر محيي الدين يوارى الثرى بالدار البيضاء

ووري جثمان زميلنا عمر محي الدين الثرى، أحد قيدومي الصحافة الحزبية بالمغرب، أول أمس الإثنين، بمقبرة الغفران بالدار البيضاء، بحضور أفراد عائلته، ومجوعة من رفاقه وأصدقائه بالدار البيضاء والرباط، وإدارة مؤسسة “بيان.ش.م”، وزملائه بذات المؤسسة.
وكان الراحل، قد انتقل إلى عفو الله، فجر يوم الإثنين عن سن يناهز الرابعة والثمانين، بعد معاناة مع المرض. ويعتبر الفقيد من الرعيل الأول، في الصحافة المكتوبة بصفة عامة وصحافة حزب التقدم والاشتراكية بصفة خاصة، حيث يعود إليه الفضل، رفقة مجموعة من زملائه ورفاقه، آنذاك، في ستينيات القرن الماضي، على الإشراف والصدور المستمر لجرائد الحزب في مقدمتها “المكافح” و “الكفاح الوطني” ثم ” البيان” بالعربية، و” بيان اليوم”.
وأجمع كل رفاقه وزملائه، على أن الفقيد، كان يتمتع بخصال متميزة، في مقدمتها الصراحة والوفاء للمبادئ والتضحية ونكران الذات، مما جعله يحظى باحترام كبير من طرف زملائه، وفي مقدمتهم الرفيق علي يعته وغيره من القيادات الحزبية والسياسية آنذاك.
وبهذه المناسبة، تتقدم أسرة “بيان اليوم” و” البيان” بتعازيها الحارة ومواساتها الصادقة، لعائلة الفقيد ورفاقه وأصدقائه ومعارفه، راجية من الله تعالى، أن يلهم الجميع الصبر والسلوان، وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه. إنا لله وإنا إليه راجعون.

بيان

تصوير: مكاو عقيل

                                                    ***************

قالو ا عن الراحل

سهيل: الراحل لعب دورا كبيرا في التأسيس لصحافة وطنية نزيهة

Sans titre-13
كان الراحل محي الدين مناضلا، يبذل طاقة واسعة في سبيل الحزب، وفي سبيل صحافة الحزب بالخصوص انطلاقا من المكافح ثم المكافح الوطني والبيان، فقد لعب دورا كبيرا في التأسيس لصحافة وطنية نزيهة، كما أعطى قيمة للممارسة الصحفية المهنية. أذكره في بداياتي وأنا طالب جامعي، وبالضبط أيام مساهمتي في جريدة الحزب آنذاك، إذ وجدته رجلا دقيقا وحريصا على الدقة في المقالات، كما أنه كان يتمتع بروح عالية للتوافق، إلى جانب ذلك تميز الراحل ببشاشته وروح النكتة التي يتمتع بها، بالإضافة إلى أنه ذو ثقافة واسعة، وحين أذكره، أذكر أيضا رفاق آخرين، أمثال محمد أنيق، ومحمد أفلا رحمهما الله، والعديد من رواد الحزب والصحافة الحزبية الذين قدموا الشيء الكثير لهذا الوطن، فموحي الدين كان حقا مناضلا قدم تضحيات كبيرة للوطن وللصحافة الوطنية. كما أنني أتذكر الراحل في عدة مواقف، الجدية منها والهزلية، والتي لا زالت راسخة في ذاكرتي، رحم الله الراحل.

*عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية

بنصديق: لروحه السلام.. ولذكراه الوفاء..

Sans titre-5
الرفيق العزيز سي عمر، كما كان يناديه الراحل علي يعته طيب الله ثراهما ومثواهما معا، كان وطنيا ومناضلا صلبا وصنديدا، إذ ظل متشبثا بالمبادئ منذ التحاقه بالحزب الشيوعي وهو شاب يافع، لكن بأفق واسع، بحيث كان واسع الثقافة منفتحا على الجميع.
أتذكر سي عمر، الذي اشتغل بجميع المنابر الإعلامية والصحفية للحزب، في فترة التسعينيات سنوات اشتغالي بجريدة البيان، والتي عايشته خلالها، حيث وجدته رجلا فريدا ذو شخصية متميزة، إلى جانب هذا لامست فيه إنسانيته وطيبوبته التي كان يتمتع بها. لكن هذا لا يمنع من أنه كان في ذات الآن صعب المراس، ليس مع رفاقه وأصدقاءه وزملاءه، فحسب، ولكن أيضا مع نفسه، إذ أنني أذكر أنه كان «متشدداً» مع نفسه في الكتابة، فلقد كان حريصا إلى حد الهوس في اختيار العبارات الأمثل والأدق في مقالاته، وإن كان موضوعها عاديا ومن الحساسية خاليا. وباختصار ـ وسي عمر كان محبا للاختصارـ لم يكن يكتب بل كان «يطرز» مقالاته، وتاريخ «الكفاح» و»البيان» وجرائد الحزب شاهدة على ذلك.
أحر التعازي لعائلة الرفيق موحي الدين ورفاقه وأصدقائه وزملاءه وكل من عاصره. لروحه السلام.. ولذكراه الوفاء.
‎*عضو اللجنة المركزية

أحمد بوكيوض: محي الدين كان رجلا عصاميا

رغم أني لم أعاصره لفترة طويلة، إلا أنني أعرفه بعصاميته، فقد كان عمر محي الدين رحمه الله رجلا عصاميا، اشتغل في ظروف صعبة، وظل وفيا للعمل الصحفي المهني عبر سنوات، في الوقت الذي كانت هيأة التحرير تعد على رأس الأصابع والإمكانيات ضعيفة، هذا بالإضافة إلى السياق السياسي الصعب الذي كانت تمر منه البلاد، والتي عانت خلالها الصحافة الوطنية كثيرا، من قمع ومصادرة ومنع واعتقال وغير ذلك، الأمر الذي يجعلنا نحترم هؤلاء الجنود الذين قدموا تضحيات حقيقية في سبيل إقرار صحافة وطنية حرة، إذ أن لهم الفضل في التأسيس للعديد من المقاولات والمؤسسات الصحفية، التي لعبت دورا كبيرا في الحياة السياسية والاجتماعية ببلادنا. وهنا لا بد أن نتوقف عند ما تعانيه الصحافة الوطنية والمكتوبة منها بالخصوص، إذ أن الواجب اليوم أمام الجميع، هو بذل الجهد وكل الجهد من أجل أن تظل الصحافة المكتوبة مؤدية لدورها المجتمعي الرائد، وأن تواصل خدمتها المجتمعية، وهذا بدوره سيكون حفاظا على إرث ساهمت فيه أجيال كثيرة وعملت في سبيل تطويره، ولا سيما جيل عمر محي الدين، الذي كما قلت أدى دورا حقيقيا في ترسيخ قيم الصحافة الوطنية المناضلة.   

*عضو اللجنة المركزية ورئيس تحرير سابق لـ «بيان اليوم»

استاقها : محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top