خطورة ما قاله بوحجرة…

“فهاد لبلاد. الشفارة الكبار مدورينها بيناتهم، وفكل عام بوطولة بونيس كيعطيوها لمن بغاو، وسمع مزيان حنا بالكورة ونتوما باللاربيطراج”.
هذه الاتهامات الخطيرة التي تتعلق أساسا بمباراة في كرة القدم، جاءت في تدوينة تحمل توقيع محمد علي بوحجرة النائب الأول لرئيس فريق حسنية أكادير، مباشرة بعد نهاية مواجهة الرجاء البيضاوي، برسم المباراة المؤجلة عن الدورة الخامسة من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم.
ما قاله واحد من مسؤولي الفريق السوسي، جاء كرد فعل في سياق الجدل الواسع الذي خلفه قرار الحكم بوسليم، بالإعلان عن ضربة جزاء في الدقيقة 94 من المباراة، منحت الفوز الأول لأصدقاء العميد أنس الزنيتي.
اتهام يحمل في طياته الكثير من الخطورة، كما يضرب في الصميم مصداقية مؤسسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بصفتها المسؤولة عن تدبير الشأن الكروي على الصعيد الوطني.
ويستفاد من هذه التدوينة، أن هناك اتفاقات مسبقة تقضي بتوزيع لقب الدوري كل موسم، وتوجيه النتائج لفائدة فرق معينة، وتمكينها من التتويج في نهاية كل موسم.
فهل يتوفر بوحجرة على أدلة ومعطيات دامغة، تعزز هذا الاتهام المباشر الذي وجهه للجامعة؟…
لا نعتقد أن لديه ما يكفي من الأدلة التي يدافع بها عن نفسه، في حالة مثوله أمام اللجنة التأديبية التابعة للجهاز المعني بالدرجة الأولى، بمضمون التدوينة المثيرة للجدل.

وليست هذه المرة الأولى التي يصدر فيها اتهام مباشر للجامعة، من طرف أحد المتدخلين في المجال، فقد سبق أن خرج أكثر من مسؤول بتصريح أو تدوينة، تسير في نفس الاتجاه الذي ذهب إليه، نائب رئيس الحسنية، بل هناك اعترافات موثقة تفيد بحدوث تلاعب في النتائج كما جاء على لسان نور الدين البيضي الرئيس السابق لفريق يوسفية برشيد، والذي صدرت في حقه السنة الماضية عقوبة توقيف عن ممارسة أي نشاط رياضي، لمدة أربع سنوات، وهى العقوبة التي خفضت إلى ثلاث سنوات، بعد التقدم باستئناف.
من المفروض الاستماع إلى المسؤول الأكاديري ومطالبته بما يفيد، وفي حالة عجزه عن تقديم أدلة دامغة، فلابد من اتخاذ عقوبة رادعة، حتى يوضع حد للتوزيع المجاني لمثل هذه الاتهامات الخطيرة، اتهامات يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة، وتداعيات لا يمكن التنبؤ بأبعادها، على اعتبار أن مثل هذه الخرجات الانفعالية، يمكن أن تتسبب في اندلاع أحداث شغب وانفلاتات أمنية يصعب تطويقها بسهولة.
وحين نطالب بفتح تحقيق في مثل الاتهامات، فلا نعني -بالضرورة- تكميم الأفواه، بل بالعكس لابد من الكشف عن الحقيقة، كما هي دون لف أو دوران، كما أنه من غير المقبول توزيع اتهامات مجانية، الغرض منها الاستهلاك الإعلامي وتصدير الأزمة، والسعي فقط للعب دور “البطولة” أمام الجمهور المحلي.
بقي أن في الأخير أن نحيل بوحجرة على رئيسه الحبيب سيدينو، فهو مسؤول داخل الأجهزة المشرفة عن الشأن الكروي على الصعيد، فربما يتلقى منه الجواب الشافي؟…

>محمد الروحلي

Related posts

Top