رحيل الكاتبة المتنورة نوال السعداوي

توفيت أول أمس الأحد بأحد مستشفيات القاهرة، الكاتبة المصرية نوال السعداوي، عن عمر ناهز 90 عاما بعد صراع مع المرض.
ونوال السعداوي، طبيبة وكاتبة وروائية مصرية، مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص.
وتعتبر واحدة من أكثر الكاتبات المصريات والعربيات، تنويرا بسبب مواقفها الجريئة من قضايا مجتمعية حساسة والتي أثارت السلطات السياسية والدينية.
بدأت نوال السعداوي الكتابة مبكرا، فكانت أول أعمالها عبارة عن قصص قصيرة بعنوان “تعلمت الحب” في عام 1957، وأول رواياتها “مذكرات طبيبة” عام 1958. ويعتبر كتاب “مذكرات في سجن النساء” (1986) من أشهر أعمالها.
وصدر لها نحو 40 كتابا أعيد نشرها وترجمة معظمها لأكثر من 20 لغة، وتدور الفكرة الأساسية لكتاباتها حول الربط بين تحرير المرأة والإنسان من ناحية وتحرير الوطن من ناحية اكتسبت شهرة واسعة لمحاربتها “ختان الإناث”، وأصدرت كتابا عام 1972 بعنوان “المرأة والجنس” استعرضت خلاله ما اعتبرتها أنماط عنف قائم على النوع الاجتماعي.
وقالت السعداوي إن بعض كتبها تعرض للمنع، حيث واجهت اتهامات من منتقدين بالجرأة على تقاليد المجتمع ونصوص الدين، وفي 2004، أوصى مجمع البحوث الإسلامية، التابع لمؤسسة الأزهر، بمنع روايتها “سقوط الإمام”، معتبرا أنها تتعارض مع ثوابت الإسلام.
ومن مؤلفاتها التي أثارت جدلا: “قضايا المرأة والفكر والسياسة”، الذي عرضت فيه مجموعة من مقالاتها التي تصطدم مع الكثير من الأعراف الاجتماعية والثوابت الدينية.
ويعد كتاب “قضايا المرأة والمجتمع” من أكثر الكتب المعبرة عن المسيرة الفكرية لنوال السعداوي، التي يرى البعض أنها ساهمت في تحرير الفكر في المجتمع، وأنها دفعت الماء الراكد في الكثير من القضايا النسوية، بينما يرى آخرون أن أفكارها وآراءها تفتقد للمنطق والحجة القوية، كما أنها ليست قريبة من الناس ولا تؤثر فيهم.
وقالت الكاتبة والروائية نوال السعداوي في كتابها إن استقلال المرأة نفسها وخروجها للعمل هو السبيل الوحيد لتحرير النساء من المجتمع الذكوري.
ورأت أن الدين والمجتمع يتعمدان تجاهل وإقصاء دور المرأة وتأثيرها في تاريخ الأمة أجمع؛ لكونها “امرأة”، مشيرة إلى أن المرأة هي مكتشفة الحروف واللغة كما أنها اكتشفت علم الفلك، فكانت “إيزيس” هي إله المعرفة في الحضارة الفرعونية.
وعبرت السعداوي عن قناعتها باعتبار أن الشرف “ينبع من العقل والفكر”، ولا علاقة له بعذرية المرأة كما هو متعارف عليه في المجتمع، مؤكدة أن زمن عبودية المرأة لمجرد الجسد فقط أدى لإلصاق المرأة بالجنس.
واعتبرت السعداوي أن إجهاض الأجنة غير الشرعيين “حلال”، فتحدثت عن حرية الجسد، وأنه ملك لصاحبه، فلا سلطة يفرضها الدين والمجتمع على صاحبه، فمن حق المرأة إجهاض الجنين، الذي يعد “ملكا لها”؛ لكونه داخل جسدها، فهي من تملك القرار في إبقائه أو إجهاضه، ولا علاقة لرجل الدين بجسد تلك الأم.
وتوجت المسيرة الفكرية والنضالية للراحلة بحصولها على مجموعة من الجوائز العالمية، أبرزها جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا، وجائزة “إينانا” الدولية من بلجيكا، وجائزة “شون ماكبرايد” للسلام من المكتب الدولى للسلام في سويسرا، وغيرها من الجوائز.

Related posts

Top