الكاتبة لطيفة لبصير تحل ضيفة على نزلاء السجن المحلي بني ملال

حلت الكاتبة لطيفة لبصير ضيفة بالمقهى الثقافي بالسجن المحلي بني ملال، صبيحة يوم الاثنين 27 فبراير 2023، في لقاء مفتوح مع نزلاء المؤسسة، حول مجموعتها القصصية “كوفيد الصغير”، وذلك في إطار برنامج المقهى الثقافي في السجون الذي تنظمه المندوبية العامة لإدارة السجون، بشراكة مع جمعية الآداب المرتحلة.

وافتتح الدكتور عبد الرحمان غانمي الذي أدار اللقاء، بالترحيب بالأستاذة لطيفة لبصير، مقدما نبذة مختصرة من سيرتها الذاتية، مشيرا إلى أن الكاتبة أستاذة جامعية، حاصلة على درجة دكتوراه الدولة في موضوع السيرة الذاتية النسائية. ولها العديد من المؤلفات منها في القصة القصيرة: رغبة فقط، ضفائر، أخاف من، عناق، يحدث في تلك الغرفة، إلى جانب مشاركتها في العديد من الملتقيات والندوات الدولية والمحلية.

ونوهت الكاتبة والأديبة لطيفة لبصير في كلمتها بالمناسبة، بالأدوار الرائدة التي تقوم بها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، من خلال الاهتمام بالإبداع الأدبي والفكري وجعله عنصرا مهما في برامج التأهيل لإعادة الادماج.

 

وتحدثت الأستاذة لطيفة لبصير، في اللقاء، عن مجموعتها القصصية “كوفيد الصغير” التي تتضمن 15 قصة، مشيرة إلى أن المجموعة مستوحاة من السياق المجتمعي المتسم بانتشار فيروس كوفيد 19، حيث شكل وباء كورونا تيمة أساسية للمجموعة، وأن هاجسها في الكتابة حاول نقل الألم الذي خلفه الوباء، بإعادة صياغته في قالب أدبي وفق تقنيات سردية وطرائق متخيلة. فـ”الأزمة هي أمُّ الإبداع، ووراء كل جديد ومُغاير مغايرةً حقيقة لما سبقه”، على حد تعبير لطيفة لبصير.

وبعد كلمة الكاتبة تم فتح باب النقاش أمام النزلاء الحاضرين الذين أغنوا اللقاء بمجموعة من التساؤلات والأفكار تمحورت في مجملها في كون المؤلفة مزجت في المجموعة القصصية بين الواقع والخيال متوسلة في ذلك بالأحداث والمواقف التي مرت في زمن كورونا عبر العالم، وجعلتها مندمجة مع شخصيات في مختلف الأعمار، وكأن كوفيد هذا منظور إليه عبر العمر ومزاج الشخوص وتخييلاتهم، فمرة يأتي على شكل طفل صغير مشرد أحضره رب الأسرة إلى المنزل في زمن كورونا وأطلق عليه لقب كوفيد، ومرة يأتي من منظور العجزة الذين رفضهم العالم كأنهم رقم إضافي، ومرة يأتي ليعيد النظر في الكثير من التقاليد.

ووصفت الأستاذة لطيفة لبصير هذه التجربة في السجن المحلي لبني ملال بأنها “يوم استثنائي مليء بتبادل الأفكار والمشاعر”. وقالت على هامش هذا اللقاء: “قضيت أربع ساعات حول الأدب مع النزلاء حيث بدت أبواب السجن مشرعة والنزلاء أحرارا”.

وعرف اللقاء حضور ومشاركة الأستاذ ادريس اليزمي، الرئيس السابق للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومدير السجن المحلي بني ملال حسن اعناية، والناقد والروائي عبد القادر الشاوي، والكاتبة والأديبة أمينة الصيباري، ورئيسة جمعية الآداب المترحلة نادية السالمي.

وشهدت هذه الجلسة الأدبية والإنسانية تقديم نزلاء المؤسسة لمجموعة من الفقرات الفنية الموسيقية والفكاهية استمتع بها جميع المشاركين في اللقاء، بالإضافة إلى قراءات شعرية وزجلية قدمها ثلاثة نزلاء بذات المؤسسة.

يشار إلى أن برنامج المقاهي الثقافية بالسجون فكرة أطلقتها المندوبية العامة لإدارة السجون منذ سنة 2017 في إطار الجيل الجديد من البرامج التأهيلية، التي يتم من خلالها تمكين نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية من لقاءات مع رجالات الثقافة والفن والعلم، وعيا منها بضرورة اعتماد وسائل ناجعة ترمي إلى تحقيق التكامل بين البرامج الثقافية والفكرية وبرامج تأهيل السجناء لإعادة الإدماج، وتطوير مجال انفتاح السجين على العالم الخارجي تمهيدا لإدماجه فيه.

Related posts

Top