رمز آخر من رموز المسرح المغربي يرحل عن دنيانا. فقد انتقل إلى عفو الله أمس الخميس الممثل المسرحي عبد اللطيف هلال، عن عمر يناهز الثانية والثمانين.
يعد الراحل من بين الممثلين الرواد، تميز بأدائه الأدوار المركبة بإتقان، وعادة ما تكون لمشاركاته سواء في المسرح أو الدراما التلفزيونية أو السينما، إسهام في إنجاح تلك الأعمال، بالنظر لحضوره القوي، ولشخصيته التي تنصهر في الدور وتعمل على تشخيصه بفنية عالية.
بدأ المرحوم عبد اللطيف هلال التمثيل في مسرح الهواة، خلال عصره الذهبي، وابتداء من أواخر الستينات انتقل إلى الاحتراف، حيث انضم إلى فرقة «مسرح الناس» التي كان يديرها المرحوم الطيب الصديقي، وقد شارك في مجموعة من الأعمال المسرحية، نذكر من بينها:
«خرافة المسكين»، «السفود»، «كان يا مكان»، «السحر الأحمر»، «بديع الزمان الهمذاني»، «تمرين الأكباش»، بالإضافة إلى ذلك، كانت للراحل مشاركة في عدم ملاحم وطنية، نذكر من بينها: «نحن»، «خلود»، «المسيرة الخضراء»، «المولى إدريس الأكبر»، «النور والديجور»، «المغرب واحد»..
كما كان للراحل حضور قوي في الدراما التلفزيونية المغربية من خلال الأعمال التالية: «المرحوم»، «رصيف السكة»، «ظلال الماضي»، «التضحية»، «الأخطاء السبعة»، «المنحرف»، «النويعرة»… إلى غير ذلك من الأعمال التي ارتقت بالدراما التلفزيونية ببلادنا.
لم يقتصر حضوره على الإنتاجات المغربية، بل كانت له مشاركة في أعمال أجنبية، وبالأخص الدراما العربية، نستحضر منها العناوين التالية: «عرب لندن» للمخرج السوري أنور قوادري، و»صقر قريش» و»ربيع قرطبة» للمخرج السوري حاتم علي.
أما في المجال السينمائي، فقد شارك في عدة أعمال مغربية وأجنبية من بينها الفيلم الروماني «دراعي أفروديت» و»الرسالة» للمرحوم مصطفى العقاد، و»أين تخبئون الشمس» للمغربي عبد الله المصباحي رفقة نادية لطفي وعادل أدهم ونور الشريف، و»الحياة كفاح» إلى جانب الفنان الموسيقي عبد الوهاب الدكالي، و»أفغانستان لماذا؟» لعبد الله المصباحي، و»مكتوب» لنبيل عيوش، و»جارات أبي موسى» لعبد الرحمان التازي.
كان الراحل عبد اللطيف هلال يتميز بخصال طيبة، مما جعله محبوبا من طرف الجميع، فضلا عن أنه كان يتسم بالتواضع.
لقد تفانى في عشقه للتمثيل، وبرع في جل الأدوار التي أسندت له، سواء على خشبة المسرح، أو الدراما التلفزيونية أو السينما.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد العالي بركات