صراع المصالح الشخصية

يلاحظ المتتبع الرياضي ما تعرفه العديد من الأندية الوطنية من صراعات وخلافات وتطاحنات تعصف بكياناتها من الداخل، ويؤثر ذلك على واقعها الحالي، كما يرهن مستقبلها وسط أزمة دائمة، تتعدد فصولها وتبعاتها بتعدد الأشخاص وأتباعهم، دون أدنى تفكير في مصلحة النادي أولا. 

وعندما نتحدث عن المشاكل والصراعات، تبرز أسماء بعض الفرق التي أصبحت تذكر بأزماتها أكثر من الإنجازات، خاصة الأندية العريقة منها، كما هو الحال بالنسبة لفريق الرجاء البيضاوي الذي حطم كل الأرقام من حيث تعدد أوجه أزماته، بين ما هو مالي وقانوني وتنظيمي، واستمرار الخلافات والمشاكل بشكل دراماتيكي.

وليست الرجاء وحدها التي تعيش على إيقاع الصراعات، فهناك أيضا الكوكب المراكشي وخلافاته المستمرة والدائمة ككل موسم، ومولودية وجدة لا يعرف مجال تسيرها إجماع الكل، ويلاحظ تخلي كل الفعاليات عن النادي، نفس الواقع يعيشه النادي القنيطري وشباب المحمدية ونهضة سطات …

كل هذه الفرق المعروفة بتاريخها وإنجازاتها، تجمعها العديد من القواسم المشتركة، أبرزها العراقة والقاعدة الجماهيرية، إلا أن الواقع لا يبشر بالخير خاصة بالنسبة لتلك التي توارثت إلى الأقسام السفلى ورغم ذلك لازال هناك من يشدد قبضته على مقاليد  تسييرها، وهذا يفسر بشيء واحد، وهو أن الشخص أو الأشخاص لهم استفادة شخصية، ونفس المنفعة الشخصية هي ما تحرك غالبا ما يسمى بالمعارضة، والضحية  هي الفرق التي تظل لا تنعم نهائيا بالاستقرار المطلوب.

والغريب أن ما يحدث داخل هذه الأندية والفرق التي ذكرناها بالاسم ينطبق على أندية أخرى، إلا أن الأزمة غير ظاهرة حتى الآن للعيان أو بشكل مكشوف، أو هناك نتائج تغطي على أوجه الأزمة، والسؤال الأزلي الذي يطرح نفسه بإلحاح، يتعلق بالجهة المفروض أن تتدخل لوضع حد لكل هذا التسيب الذي يعرفه مجال التسيير بالعديد من الأندية الوطنية.

 ولعل الشيء الذي لا يبعث أبدا على الارتياح هو أن أغلب أعضاء برلمانات الفرق أو المنتمين قانونيا للنادي ويسمون بهيئة  المنخرطين، لا يتمتعون بالاستقلالية المطلوبة، وليست لديهم مواقف متجردة، بل نجدهم -بصريح العبارة- تابعين لأشخاص بعينهم، ويدينون بالولاء لمن هم في دفة التسيير، أو تابعين لمعارضين يرغبون في الانقضاض على النادي، أما الشعور بالانتماء للنادي أولا وأخيرا، فهذا آخر الاهتمامات.

وإذا كانت الحالة هذه، فلماذا نستمر في طرح السؤال الأزلي حول أسباب تعثر تطبيق الاحتراف..؟

 محمد الروحلي

Related posts

Top