طلبة الطب يقاطعون الامتحانات

كما كان متوقعا، قاطع آلاف الطلبة بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان الامتحانات التي أعادت وزارة التعليم العالي وتكوين الأطر والابتكار برمجتها منذ أمس الخميس لإنهاء الأزمة التي استمرت لما يزيد عن 9 أشهر.
وقاطع طلبة الطب الامتحانات التي انطلقت أمس الخميس، متشبثين بمواقفهم المعلنة سابقا وهي استمرار الإضراب إلى حين الاستجابة لمطالبهم “العادلة والمشروعة”، وإجراء حوار حقيقي وجدي مع الوزارة الوصية بشكل تشاركي بدون سياسة فرض الأمر الواقع.
وحسب مصادر من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب فإن قرار المقاطعة ليس جديدا، لكون أن جميع الامتحانات السالفة جرى مقاطعتها لنفس الأسباب التي ما تزال نفسها ولم تنتف بعد بسبب ما وصفته بـ “تعنت” الوزارة الوصية وإصرارها على فرض الأمر الواقع على الطلبة.
وأوضحت ذات المصادر أن إعادة برمجة الامتحانات بدون أي حوار أو اتفاق مجرد “مناورة” من وزارة التعليم العالي للتملص من مسؤوليتها في ما آلت إليه الأوضاع بكليات الطب نتيجة إصرارها على تنزيل قرارات “تضرب في العمق التكوين الطبي وتمس بوضع الطلبة ومسارهم الأكاديمي والعلمي والمهني”.
وشددت المصادر المذكورة على أن الطلبة كانوا واضحين من خلال ممثليهم داخل اللجنة، وهو حوار حقيقي واتفاق ملزم حول مختلف النقاط العالقة وضمان جودة التكوين الطبي والنهوض بوضع الطلبة والحفاظ على المكتسبات العلمية والأكاديمية، ثم الاتفاق على جدول لتعويض الموسم الجامعي الفارط وإجراء الامتحانات وبعدها برمجة الموسم الجامعي الحالي والتداريب الميدانية وترتيب كل الأمور لإنقاذ الموسم الجامعي من شبح السنة البيضاء الذي يبقى مستبعدا.
وزادت ذات المصادر، أن الوزارة على عكس هذا التوجه تسير نحو فرض الأمر الواقع عبر برمجة الامتحانات في كل مرة وجعل الطلبة أمام الأمر الواقع بدون أي حوار أو تفاعل جدي من شأنه حل الأزمة وإنهاء الملف، مشيرة إلى طلبة الطب والصيدلة يرفضون بشكل قاطع هذا التوجه وهذه السياسية الإقصائية.
وعن المقاطعة، أوردت ذات المصادر أن نسبتها فاقت 90 بالمئة مع انطلاقها صبيحة أمس الخميس، مؤكدة على الطلبة متشبثون بإطارهم النضالي وبوحدة الصف في مواجهة “السياسة الإقصائية” للوزارة الوصية. حيث كشفت في هذا السياق أن الطلبة توصلوا بإشعار من أجل عقد اجتماع مع وسيط المملكة خلال الأيام القليلة المقبلة قصد التباحث في هذا الملف والحلول الممكنة لإنهاء الأزمة.
وجددت المصادر التأكيد على أن الحل في نهاية المطاف بيد الوزارة الوصية من خلال سحبها لجميع العقوبات والتوقيفات التي شملت عشرات الطلبة الأطباء وسحب نقاط الصفر التي وزعت على آلاف الطلبة في الامتحانات السابقة، وتهييء الظروف لحوار جدي وفعال وملزم لجميع الأطراف وينهي هذه الأزمة التي عمرت طويلة في مدرجات كليات الطب.
إلى ذلك، كانت وزارة التعليم العالي قد دعت عمداء كليات الطب والصيدلة إلى برمجة امتحانات جديدة، والتي انطلقت فعليا أمس الخميس، حيث اعتبرتها فرصة للطلبة من أجل تدارك موقفهم وإعادة اجتياز الامتحانات.
وكانت مبادرة برلمانية من الأغلبية قد نقلت أن الوزارة ستلتزم بإلغاء نقطة الصفر في حالة اجتياز الطلبة للامتحانات المذكورة، بالإضافة إلى أن الطلبة الذين سيجتازون اختبارات هذه الدورة سيكون لديهم الحق في إجراء دورة استثنائية تهم الفصل الثاني.

محمد توفيق أمزيان

Top