كرست أشغال الجمع العام العادي الذي عقدته العصبة الاحترافية لكرة القدم، الضعف الذي يشكو منه هذا الجهاز، الذي يقال إنه يدبر شؤون البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بقسميها الأول والثاني، والتي بلغت نسختها العاشرة.
ساعة واحدة كانت كافية، لمرور الأشغال في “أحسن الظروف”، حيث شهد لحظات إجماع، ومصادقة مطلقة على التقريرين الأدبي والمالي، كما أن الوقت الذي خصص لتدخلات ممثلي الأندية، والبالغ عددهم 58 مندوبا 32 للقسم الأول، و 16 للقسم الثاني، عرفت أتفاق كل المتدخلين وعلى قلتهم على نقطتين، لا ثالث لهما.
أولى النقطتين، هناك المطالبة بالزيادة في عدد فرق القسم الأول، أما الثانية، فكانت تخص ضرورة الاستفادة من النقل التلفزي، بالنسبة لبطولة القسم الثاني، كما تمت المطالبة في سياق النقطتين، ولو بشكل محتشم، التلميح لإمكانية الزيادة في الدعم المالي المقدم للأندية.
تدخل خلال هذا الجمع، ممثلو أندية الدفاع الحسني الجديدي، اولمبيك الدشيرة، نهضة الزمامرة، وداد فاس، يوسفية برشيد، اتحاد السوالم، وأيضا ممثل اتحاد سيدى قاسم، مع العلم أن الفريق القاسمي غادر الموسم الماضي بطولة القسم الثاني، ليلتحق بقسم الهواة.
أما التدخل الذي استرعى الانتباه، هناك تدخل عبد الرزاق هفتي الطبيب الرياضي المعروف، والذي التحق السنة الماضية بالمنتخب المحلي، مباشرة بعد المشاركة بكأس إفريقيا للأمم التي جرت بمصر، والذي هو في نفس الوقت عضو فعال داخل اللجنة الطبية التابعة لجامعة كرة القدم.
تركز تدخل هفتي على مجموعة من الملاحظات بخصوص التعامل مع حالات كوفيد، وكيف يمكن التنسيق والمراقبة من طرف ممثلي الفرق، كما طرح في نفس التدخل مسألة مهمة، تتجلى في تتبع صحة حالات المصابين بعد الشفاء.
ملاحظات الدكتور، كانت تقاطع بسرعة من طرف رئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم سعيد الناصري، إما رغبة في التوضيح، أو بهدف المقاطعة، والحيلولة دون مواصلة الحديث في هذا الجانب الطبي، مفضلا، نقل النقاش لفضاء آخر، أكثر مهنية، عوض طرح الملاحظات أمام أشغال الجمع العام، التي كانت منقولة على الهواء مباشرة.
أُقيم هذا الجمع العام العادي بعدد محدود من المشاركين بصورة حضورية، بينما شارك ممثلو أغلب الأندية عبر تقنية “المناظرة المرئية”، أي عن بعد، في إطار التدابير المتخذة احتراماً لـ”البروتوكول الصحي” الخاص بفيروس “كورونا”، وبالفعل كان هذا الجمع عاديا أيضا، حتى في مضامينه، كما كان بعيدا كل البعد عن المشاكل الحقيقية للأندية، والبطولة ككل في شقها الاحترافي.
لم تركز هذه التدخلات وعلى قلتها، على ملاحظات جوهرية، تطغى كل موسم على أغلب النقاشات، منها عدم ممارسة العصبة لكامل اختصاصاتها، وما يخولها لها القانون من الصلاحيات، فمكتب هذه العصبة، لا يجتمع إلا نادرا، سواء حضوريا أو حتى عن بعد، عصبة لا تأتي بموارد إضافية، ولا تبحث عن المستشهرين أو داعمين جدد، كما أن حضورها ضعيف على مستوى أشغال الجموع العامة للأندية، ولا دور لها في تتبع مراقبة تسيير الأندية، كما نجدها فاقدة للقدرة على جعل الأندية، تحرص على احترام دفتر التحملات.
لم يناقش أي أحد مسألة ازدواجية المهام داخل العصبة الاحترافية، وضرورة تغيير القانون المنظم، وهو المطلب الذي كانت تتزعمه الرجاء البيضاوي، وسبق أن أيدها في ذلك العديد من المتتبعين، والفعاليات داخل الوسط الكروي على الصعيد الوطني، إلا أن ممثل الرجاء لم يتدخل خلال هذا الجمع، كما لم تتدخل الأندية الوطنية التقليدية والمؤثرة بحضورها ونتائجها، وطنيا عربيا وقاريا.
على هذا الإيقاع الرتيب والممل، والعادي جدا، والذي يمكن أن يقارن بجموع الفرق الصغيرة، الممولة بالكامل من طرف الرئيس، أو ما يسمى ب”مول الشكارة”، انتهت أشغال الجمع العام للعصبة، على أمل أن يجد هذا الجهاز المهم، الطرق والأساليب والفعاليات، والكفاءات التي تجعل منه جهازا قويا فعالا، قادرا على تحمل مسؤوليته كاملة، وإظهار أهلية الإشراف على بطولة احترافية، بكل ما تحمله من تحديات آنية ومستقبلية…
>محمد الروحلي