طفت على سطح مياه سد أحمد الحنصالي ببني ملال مئات الأنواع من الأسماك النافقة، مما يعد كارثة بيئية بكل المقاييس. وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا وفيديوهات توثق لهذه الكارثة الناجمة عن تلوث المياه وتكشف عن تأثيرها الكبير على الثروة السمكية بالسد.
واتهم مهتمون بالشأن البيئي بالمنطقة الجهات المعنية بعدم الاهتمام بتتبع ومراقبة مياه سد الحنصالي، موضحة، أن هذا المسطح المائي الكبير، يتغذى من مجموعة من الأودية أمست مكبات لمخلفات معاصر الزيتون، لاسيما، المنتشرة بمناطق لهري تغسالين زاوية ايت إسحاق وزاوية الشيخ.
وتساءلت هذه المصادر، عن سبب عدم القيام بأية مبادرة لمنع مصادر تلوث هذا السد وعن غياب عمليات قياس جودة ونوعية مياهه باستمرار.
واستدعت هذه الكارثة البيئية، خروج وكالة الحوض المائي لأم الربيع، أول أمس الأربعاء عن صمتها، بتوضيح أكدت من خلاله أن السبب الحقيقي لنفوق أعداد مهمة من الأسماك بالسد، يعود إلى تدفق مادة المرجان على السطح مما أدى إلى نقص شديد في نسبة الأوكسجين واختناق هذه الأحياء المائية.
وأضافت أن مصالحها قامت بإيفاد لجان متعددة من أجل القيام بمعاينات ميدانية وأخذ عينات المياه من عالية السد ومن حقينته قصد إنجاز التحاليل اللازمة من أجل الوقوف على أسباب نفوق الأسماك، مؤكدة، أن هذه التحاليل أثبتت أن نسبة الأوكسجين بمياه الحقينة جد منخفضة “1.6 مغ/لتر” على مستوى السطح، مما يثبت بالملموس أن السبب الحقيقي وراء نفوق الأسماك هو تدفق مادة المرجان التي تطفو فوق السطح، وتؤدي إلى نقص شديد في نسبة الأوكسجين في المياه.
وأكدت الوكالة، أن التحاليل المنجزة من قبل اللجان بينت عدم وجود أي مصدر للتلوث بعالية السد ما عدا التدفقات الناتجة عن مخلفات معاصر الزيتون، مبرزة أن هذه التحاليل المنجزة من طرف مختبر تحاليل عمومي قبل وقوع الحادث بتاريخ 30 نونبر 2019 أثبتت أن جودة المياه بحقينة السد حسنة.
وأشار المصدر نفسه إلى أنه بالموازاة مع ذلك تم القيام بجمع وطمر الأسماك النافقة باستعمال الجير، قصد تفادي انبعاث الروائح الكريهة أو تلويث الوسط الطبيعي.
> سعيد أيت اومزيد