مجهود رياضي

قرر ناديا الوداد والرجاء خوض مباراة افتراضية ضد وباء كورونا، مع الإصرار على ربح هذه المواجهة  القوية والحاسمة، والتي يغيب فيها مبدأ تكافؤ الفرص، إلا أنه بالإصرار والعزيمة والتحدي، وروح العمل الجماعي والتطوعي والتوعوي، يمكن ربح المعركة والخروج بانتصار جماعي يقتضى به.
صحيح أن تطبيق التعليمات واحترام الإجراءات التي تقررها أجهزة الدولة، مسألة أساسية وضرورية، إلا أن المجهود المالي يبقى له أهمية قصوى، وفي هذا الإطار جاءت مبادرة ناديي الوداد والرجاء.  
سيطرح نادي الوداد 60 ألف تذكرة لخوض هذه المباراة الافتراضية، كتجسيد لانخراط جميع مكونات النادي الأحمر في المجهود الذي تبذله الدولة على جميع المستويات، ثمن التذكرة حدد في 30 درهما.
في نفس الإطار، اتخذ نادي الرجاء نفس المبادرة للمساهمة في المجهود التضامنى والمالي الذي تقوم به جل المكونات الحية للمجتمع المغربي، من مؤسسات عمومية وخاصة، وأشخاص معنويين وذاتيين، مع تخصيص نفس عدد التذاكر ، لكن بزيادة عشرين درهما عن المبلغ الذي حددته الوداد، كما سبق للنادي الأخضر ان ضخ تبرعات في صندوق الجائحة، مقدمة من طرف أفراد الطاقمين الفني والإداري، وكذا اللاعبين.
 هذه المبادرة التضامنية التي من المفروض أن تحفز  باقي الأندية الوطنية، خاصة الجماهيرية منها، انضافت لها مساهمة جامعة كرة القدم ومختلف التنظيمات التابعة لها، والتي وصلت إلى مليار سنتيم، كما تنازل  مدربو المنتخبات الوطنية عن نصف رواتبهم الشهرية، وفي مقدمتهم الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش. 
 كما خصصت الجامعة حسابا بنكيا وضعته رهن إشارة المدربين والأطقم التقنية الوطنية والأجنبية على الصعيد الوطني قصد تقديم تبرعات مالية، مع الحرص على أن يبقى الأمر تطوعيا وليس إجباريا،  مع استثناء من هذه العملية، المستخدمين والموظفين بإدارة الجامعة ومركز محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة.
وتشير التقارير إلى أن مجموع مساهمات المؤسسات والهيئات والجامعات الرياضية على الصعيد الوطني بلغ 11 مليار و 650 مليون سنتيم.
كل هذا يؤكد أن العائلة الرياضية، عائلة حية، والدليل هو هذا التفاعل الإيجابي الذي تعبر عنه، والذي تعزز بمساهمة مكونات أخرى، وبصفة خاصة بعض اللاعبين الدوليين،  سواء السابقين او الحاليين،  وبعض النجوم من أنواع رياضية أخرى، دون أن ننسى مساهمة في حدود الإمكانيات  لأغلب لاعبي الأندية الوطنية الاحترافية لكرة القدم.
كل هذا يستحق الثناء، إلا أن هناك مختفين عن الأنظار من أصحاب رؤوس الأموال من الرياضيين الذين راكموا الثروات، ويتوفرون على مشاريع تجارية مهمة، واستفادوا كثيرا من الريع، والآن نجدهم أكبر المتخلفين عن المجهود الوطني لمحاربة وباء يتطلب انخراطا جماعيا بعيدا عن كل الحسابات الخاصة والضيفة، والتي تعبر عن ضيق أفق.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top