أكدت الأبحاث المتواصلة من قبل أجهزة الأمن المغربية لكشف ملابسات الجريمة الشنيعة التي راحت ضحيتها السائحتان الاسكندنافيتان في جبال الأطلس، أن منفذي العملية لا ينتمون إلى أي تنظيم متطرف، ما عدا الولاء لـ “الدواعش” الذي أقسموا عليه وبايعوا من خلاله المدعو “أبوبكر البغدادي” أمير التنظيم الإرهابي، وذلك قبل ارتكابهم المجزرة المروعة في حق الضحيتين بغرض المساس بأمن واستقرار المغرب وتلطيخ سمعة المغاربة المنزهة عن كل فعل أو سلوك من هذا القبيل.
وأفاد مصدر أمني، أن المتهمين الأربعة الذين كانوا وراء العملية، تصرفوا من تلقاء أنفسهم في ارتكاب هذه الأفعال الشنيعة، دون تنسيق أو تكليف من المنظمة الإرهابية التي يدينون لها بالولاء، وأن أحدهم سبق اعتقاله سنة 2013 لسعيه للانضمام إلى المقاتلين المتشددين في الخارج، وهو من زرع في الثلاثة الآخرين الأفكار المتطرفة.
وأضاف نفس المصدر أن هؤلاء المتهمين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و33 عاما اتجهوا إلى منطقة إمليل قرب جبل توبقال، أعلى قمة في جبال أطلس، بنية ارتكاب جريمة قتل، دون أن يكونوا قد حددوا ضحيتهم. وباعتقال هؤلاء المتهمين، يقول ذات المصدر، تم توقيف 9 مشتبه بهم آخرين بعدد من المدن المغربية، على علاقة بالجريمة الشنيعة، وإحباط مؤامرة إرهابية تستهدف المملكة.
وقد عرفت عدد من المدن المغربية وقفات تضامن مع أقارب السائحتين الضحيتين، وتمت إضاءة الشموع أمام مقر السفارتين النرويجية والدنماركية في الرباط. ولم يكن أفراد الجالية المغربية في الخارج استثناء، فقد عبروا بدورهم عن إدانتهم لهذا الحادث الإرهابي، وخصوصا المقيمين منهم في دولتي النرويج والدنمارك.
وتحدث محمد شرف الدين، مغربي مقيم في النرويج، عن تأثير هذا الحادث المأساوي على المغاربة الذين يعيشون في هذا البلد، مبرزا، الحساسية المفرطة للشعب الاسكندنافي إزاء الأحداث المؤلمة، فمواطنو هذه البلدان يقول المتحدث يحزنون كثيرا لقتل حيوان، متسائلا عن كيف سيكون شعورهم إزاء الحدث المؤلم.
ودعا المتحدث، في نفس الوقت، رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى وقف ترويج الفيديو الذي يتداول باعتباره يمثل جريمة قتل الضحيتين، لأن ذلك يسبب ضرراً نفسيا كبيرا لأقارب الضحيتين. وختم كلامه، بالإشارة إلى الخجل الذي صار يشعر به مغاربة العالم، بفعل هذه الجريمة التي وقعت في المغرب وعلى يد قتلة لا يمتون “بعقائدهم المتطرفة “بصلة لهذا البلد الآمن بقيم أهله وأخلاقهم العالية المبنية على الإخاء والمحبة للآخر.
سعيد ايت اومزيد