ترأس وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء عبد القادر اعمارة، أول أمس الخميس، أشغال المجلس الإداري للمكتب الوطني للسكك الحديدية أشغاله، التي تم تنظيمها عبر النظام الرقمي للتداول بالفيديو، حيث تضمن جدول الأعمال تدارس وحصر الحسابات المتعلقة بسنة 2019 والمصادقة على ميزانيات السنة الجارية أخذا بعين الاعتبار الآثار الناجمة عن جائحة فيروس ‘كورونا’ على النشاط السككي.
وذكر بلاغ للمكتب الوطني للسكك الحديدية، أن الوزير ذكر في مستهل كلمته الافتتاحية، ب”السياق الاستثنائي الذي تنعقد فيه هذه الدورة والذي تطبعه المجهودات الجبارة التي تبذلها بلادنا، بناء على التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، للحد من انتشار وباء ‘كوفيد- ’19 وآثاره في إطار النظرة الاستباقية لصاحب الجلالة وإعطاء أوامره السامية لاتخاذ تدابير وقائية غير مسبوقة”.
وأضاف اعمارة أن هذه التدابير، ذات الطابع الصحي والاجتماعي والاقتصادي والمالي، “مكنت بلادنا من إبقاء الوضع الوبائي تحت السيطرة والتخفيف من تداعياته الاقتصادية، مع إحياء القيم التاريخية للاستثناء المغربي من التزام وتعبئة شاملة وصمود وتضامن وانضباط”.
كما أشار إلى أن الاختيار الحكيم لبلادنا، جعل الحفاظ على صحة المواطنين فوق كل اعتبار وسلامة الرأس المال البشري من أولى الأولويات، مضيفا أن آثار هذه الأزمة الصحية قد شملت، على غرار قطاعات حيوية أخرى، مختلف أنماط النقل التي ازدادت حدة منذ دخول حيز التنفيذ القرار الشجاع والوجيه المتعلق بإقرار حالة الطوارئ الصحية الذي حد من التنقلات الحضرية وبين المدن.
أما في ما يخص القطاع السككي، فسجل الوزير بارتياح الإنجازات والحصيلة المرضية المحققة خلال سنة 2019 في مختلف المجالات، مبرزا أنه “وبفضل المشاريع المهيكلة التي تم تشغيلها، ساهم هذا النمط في تعزيز الحركية المستدامة ببلادنا خدمة لتنقلات المواطنين والحاجيات اللوجستية للفاعلين الاقتصاديين، صاحبها ارتقاء نوعي ملموس في جودة الخدمات المقدمة”.
وأضاف أن هذه النتائج المشجعة من شأنها أن” تحثنا على تكثيف الجهود للإسراع في تنزيل النموذج الاقتصادي الجديد بغية مواصلة تعزيز نجاعة هذا القطاع الحيوي الذي يتسم بمزاياه المتعددة، وذلك وفق مقتضيات برتوكول – الاتفاق الموقع عليه بين الدولة والمكتب لفترة 2019-2025. “وذكر البلاغ أن المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع قدم من جانبه، عرضا حول الحصيلة الغنية والمكثفة التي طبعت سنة 2019، موضحا أنه “في البداية عرفت هذه السنة الاستغلال الفعلي لكل المشاريع السككية الكبرى التي تفضل صاحب الجلالة نصره الله، بإطلاقها في نونبر 2018 والتي مكنت من تحديث وتطوير الشبكة الوطنية وإحداث تحول جدري في مكونات العرض السككي ببلادنا”.
ويتعلق الأمر على الخصوص، حسب الخليع، بالقطار فائق السرعة “البراق” كرافعة للتحول، بحيث امتدت تأثيراته لتحدث تجديدا جذريا على مستوى مختلف مكونات المنتوج السككي بفضل اعتماد مفهوم جديد للسفر وإعادة بلورة مسار الزبون وتوفير خدمات مبتكرة ذات قيمة مضافة، مسجلة بذلك كل من القطارات المكوكية وقطارات الخط “الأطلس” ارتفاعا مضطردا في نفس المنحى التصاعدي الذي عرفته قطارات البراق.
وأشار إلى أنه على امتداد سنة 2019، طبعت التعبئة والفعالية الميدانية عمل كل أطقم المكتب مما ترتب عنه تسجيل نتائج جد إيجابية بالمقارنة مع سنة 2018 لمختلف المؤشرات المتعلقة بالنشاط السككي، لافتا إلى أنه تم نقل 38,2 مليون مسافر (+8 بالمائة) مع توفير مزيد من ظروف الراحة والمقاعد المضمونة وخدمات ذات قيمة مضافة بالمحطات وعلى متن القطارات.
وأضاف أنه تم ضبط انتظام مواعيد سير القطارات بنسبة ناهزت 92,55 بالمائة أي بتحسن بلغ 21,5 نقطة، واعتماد نظام تعريفي مرن وفي متناول الجميع، مبرزا أنه وبفضل هذه الطفرة النوعية، قفزت نسبة رضا الزبناء إلى 87 بالمائة أي بارتفاع 17 نقطة بالمقارنة مع السنة الماضية، مما يستخلص منه أن السفر عبر القطار أضحى في الوقت الراهن مثالا ‘لمصالحة’ المواطن مع الخدمة العامة.
أما بالنسبة لنقل البضائع واللوجستيك، أشار الخليع إلى أن هذا النشاط تمكن من نقل ما حجمه 25 مليون طن من البضائع سنة 2019، مستفيدا من القدرات الاستيعابية المتاحة بفضل المشاريع الكبرى المنجزة، وإبرام شراكات استراتيجية جديدة مع العديد من الفاعلين في هذا المجال كالمكتب الشريف للفوسفاط (OCP) وشركة طنجة المتوسط (TMSA) وكذا فاعلين عالميين من قبيل (CMA ) و(CGM) …