تعقدت الأمور بملف المباراة المعلقة بين فريق الوداد البيضاوي ونادي كايزر شيفز الجنوب إفريقي، برسم الجولة الأولى من دور المجموعات الخاصة بعصبة الأبطال الأفريقية لكرة القدم.
فبعد أن لاحت بوادر انفراج، إثر إعلان السلطات المصرية استضافة المباراة على ملعب السلام الدولي في القاهرة، بتدخل حاسم لرئيس الجامعة المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، وبعد أن تم تحديد يومه الجمعة كموعد لإجرائها، وموافقة جهاز الاتحاد الإفريقي للعبة “الكاف” على المكان والتاريخ، إلا أن الأمور عادت فجأة إلى مرحلة الصفر.
فجأة، ظهر مستجد غير ايجابي تماما، ويتجلى في تقدم كايزر شيفز بطلب لـ “الكاف” من أجل تأجيل المباراة، وأرجع الأمر لسببين يتمثلان في تأخير الحصول على التأشيرات، أما السبب الثاني فحدده في صعوبة تأمين الرحلات الجوية، نظرًا لأن بعض شركات الطيران، لا تعمل بسبب قيود الفيروس كورونا.
أمام هذا الرفض الذي يحمل في طياته أبعادا أخرى، تتجاوز الإطار الرياضي، لتمتد إلى مستنقع الصراع الدائر حول مراكز النفوذ داخل “الكاف” كجهاز فاقد للمناعة المكتسبة، وما يشهده من توقيفات بالجملة، امتدت لتشمل الرئيس أحمد أحمد، سارعت إدارة “الكاف” إلى اتخاذ قرار جديد، يقضي بتأجيل هذه المباراة إلى أجل غير مسمى.
وسط هذه الدوامة، عادت السلطات المصرية لتعلن اعتذارها وتراجعها عن استضافة الموقعة، تحت مبرر أن تحديد أي تاريخ آخر مستقبلا، لن يتوافق مع رزنامة الأحداث التي ستعرفها المدن المصرية.
جاء موقف مصر الجديد في بلاغ مقتضب، لينهى أي دور لها مستقبلا في هذا الملف الذي أصبحت تتقاذفه لعبة المصالح المعقدة، كما أن الموقف المصري الجديد، أوقف الحملة التي تسببها ترحيب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي، باستضافة المباراة، حيث عمت موجة غضب مواقع التواصل الاجتماعي، متسائلة عن سبب قبول الاستضافة، في وقت رفض المغرب ذلك، تخوفا من انتشار محتمل للفيروس المتحور الذي تعرفه دولة جنوب إفريقيا.
تطورات وتسارع مواقف، لا يفيد أبدا بإمكانية إيجاد حل عاجل لهذا الملف، والمطلوب في هذه الحالة، المزيد من اليقظة والزيادة في درجة الانتباه من الجانب المغربي، لأن هناك أمورا على ما يبدو تحاك في الخفاء، ولا يجب السماح أبدا أن تذهب الوداد ضحيتها.
هناك صراع مندلع حاليا داخل الكواليس، في أفق الانتخابات المقبلة لـ “الكاف” بالمغرب، والمحدد له الثاني عشر من شهر مارس القادم، وهناك ترشيحات للرئاسة من بينها ترشيح الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، وهذا ما يفسر كل هذه التطورات المتلاحقة والتي تذهب نحو الباب المسدود.
نعود ونقول ونشدد على ضرورة المزيد من اليقظة، حتى لا تذهب الوداد ضحية مؤامرة تحاك في الخفاء …

>محمد الروحلي