السيد محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية؛
السـلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
وبعــد،
ببالغ التأثر وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقيت نبأ وفاة المرحوم السفير الأستاذ خالد الناصري تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنه فسيح جنانه، وكان لهذا النبأ المفجع أكبر الوقع وأبلغ الأثر في نفسي.
وكم حز في نفسي أن يصلني نبأ وفاته وأنا في مهمة خارج مدينة الرباط، حالت دون حضوري مراسـم تشييع الفقــيد العـزيز إلى مــثواه الأخـير. إلا أنني حرصت على أن يمثــــــلني كل من السادة حميدة معروفي، مدير الأنظمة والدراسات التاريخية وعبد العالي يسف، رئيس المفتشية الإدارية والتقنية والسيد عبد الحميد المودن، رئيس مصلحة النشر والتوزيع في مراسم تشييع الجنازة بمقبرة الشهداء بالرباط.
لقد فقدت بلادنا في الراحل رجل دولة متمرس وقياديا سياسيا محنكا وحكيما ووطنيا مخلصا وغيورا على وطنه ونموذجا فريدا وراقيا في الأخلاق الفاضلة وفي القيم الوطنية السامية وفي المواقف الإنسانية المثلى.
وإن رحيله الذي لا يعوضنا فيه إلا إيماننا بقضاء الله وقدره والاحتساب لمشيئته وحكمته، ليعتبر خسارة كبرى لنا جميعا ولكل من عايشوه وجايلوه وعرفوه في مختلف المهام والمسؤوليات الحزبية والسياسية والجمعوية التي تقلدها سواء كمناضل وقيادي في حزب التقدم والاشتراكية أو كسفير للمملكة المغربية بالمملكة الأردنية الهاشمية، أو كوزير للاتصال أو كمدير للمعهد العالي للإدارة أو كحقوقي من مؤسسي المنظمة المغربية لحقوق الإنسان مدافع عن حقوق وقضايا المواطنين، أو كأستاذ جامعي مربي للأجيال.
وقد كان الفقيد العزيز يسعد دائما للمشاركة في الأنشطة التي تنظمها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مساهما بكلمات قيمة في المهرجانات الخطابية التي تنظمها بمختلف المناسبات الوطنية.
وأحتفظ للفقيد العزيز بأجمل الذكريات حين استضافني، أنا وحرمي، بمقر إقامته بسفارة المغرب بعمان حيث كنت على رأس الوفد الذي مثل بلادنا في الدورة 26 للجمعية العمومية ومجلس إدارة الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب، وجرى بيننا حديث ودي وحميمي تناول مختلف القضايا الوطنية والدولية.
وقد لمست فيه حصافة الرأي وعمق التحليل وسعة الفكر وستظل صورته الشماء والناصعة ماثلة في ذهني ، حاضرة في وجداني وشاهدة على المكانة المتميزة التي يحظى بها لدي ولدى العديد من مجايليه ومعايشيه ورفاقه ومقدري أفضاله.
وفي هذه الظروف الأليمة التي نؤمن فيها بقضاء الله وقدره، أتقدم إليكم وإلى كافة أفراد عائلتكم المكلومة وإلى إخوانه ورفاقه في حزب التقدم والاشتراكية بعبارات خالص التعازي وعميق المواساة في هذا الخطب الجلل الذي حل بكم ضارعين إلى الله تعالى أن يحف الفقيد بشامل الرحمات والرضوان ويسكنه فسيح الجنان التي وعد بها عباده المخلصين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ويلهمكم وذويكم جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.