يخوض فريق الوداد البيضاوي يوم الأحد القادم، مباراة الذهاب بالقاهرة، ضد نادي الأهلي المصري برسم نهائي عصبة الأبطال الأفريقية لكرة القدم.
موقعة صعبة بالنسبة للطرفين، بين ناديين يعرفان بعضهما البعض، ويدركان كل التفاصيل، بل حتى الجزئيات الصغيرة تعد مكشوفة، بحكم تعدد المواجهات التي جمعت بينهما، آخرها نهاية السنة الماضية في مباراة واحدة، أقيمت بمركب محمد الخامس، قبل أن تعود المسابقة إلى نظام لقائي الذهاب والإياب سنة 2023.
تشابه كبير يجمع التشكيلتين، تجربة كبيرة، استقرار واضح؛ تجانس ملحوظ، عمق في اللعب، والكثير من التفاصيل التي أصبحت مكشوفة في أداء الفريقين؛ باعتماد مطلق على خبرة لا يستهان بها، كثيرا ما خلقت الفارق في مواجهات حاسمة.
مسار مثير إلى حد بعيد، عرف نوعا من التعثر خلال المراحل الأولى، بسبب سوء تدبير مرحلة ما بعد وليد الراكركي، بالنسبة للوداد، وهذا ما يفسر تعاقب أربعة مدربين على رئاسة الإدارة التقنية، إلا أن تجربة لاعبيه كانت حاسمة، كسلاح فعال، سمح للوداديين بالوصول إلى المرحلة النهائية.
في المقابل، كانت وضعية الأهلي أكثر تعقيدا، إلى درجة أن التأهل عن دور المجموعات اعتبر معجزة، ولولا تضييع ضربة جزاء من طرف مدافع الهلال السوداني، أطهر الطاهر ضد ماميلودي صانداونز الجنوب إفريقي، لكان “نادي القرن” في عداد المفقودين…
كل هذه المعطيات أصبحت الآن من الماضي، إلا أنها تؤكد إلى أي حد أن الخبرة والتجربة، لهما دوران أساسيان في استعادة التوازن المطلوب، وكثيرا ما رجحا الكفة في مواعيد الحاسمة، ينضاف إلى ذلك توفرهما على قاعدة جماهيرية كبيرة، تلعب دورها المؤثر في مباريات الاستقبال.
من هنا تكمن صعوبة المهمة أمام الفريقين معا، وبدون شك، فإن عاملي الملعب والجمهور؛ سيكون لهما دور فعال في ترجيح كفة هذا الفريق أو ذاك، وعليه، فلا المدرب مارسيل كولير، ولا سفين فاندنبروك، سيسعيان إلى عدم تضييع الفرصة بالميدان، مع الامتياز الذي يوجد بحوزة حامل اللقب، باستقبال الإياب بملعب “الرعب”، وأمام جمهور سيفوق بدون أدنى شك الـ 60 ألف…
لن ننتظر انفتاح المدربين على اللعب الهجومي، وهذه مسألة طبيعية وعادية، بالنظر إلى أهمية النتيجة، لكل فريق على حدة، والأكيد أن أدق التفاصيل ستحسم في المحصلة النهائية…
حظا سعيدا نتمناه للبطل المغربي، وأن يوفق في الحفاظ على توهج كرة القدم الوطنية على الصعيدين القاري والدولي…
محمد الروحلي