نهاية أسبوع غير موفقة للأندية المغربية، بالمسابقات الإفريقية لكرة القدم، سواء بالعصبة أو كأس الكاف.
فالجولة الأولى من دور ربع النهاية، حملت نتائج غير سارة، للأندية الثلاثة دفعة واحدة، ما يفرض عليها بذل مجهود كبير في الإياب، قصد ضمان استمرار رحلة البحث عن التتويج القاري.
ثلاث هزائم لممثلي كرة القدم الوطنية، على أمل تدارك الموقف بالمغرب، والحفاظ على الحضور اللافت الذي ميزها خلال السنوات الأخيرة.
إلا أن المخيف في هذه الحالة، ليس في حصد الهزيمة، مادامت هذه النتيجة مسألة واردة، بل الطريقة التي جاءت بها، والتي تعد جد مقلقة، وتجعل من مواجهة الإياب، تكتسي طابع الصعوبة، بل مفتوحة على كل الاحتمالات…
بعصبة الأبطال، هناك المشاركة المثيرة لقطبي العاصمة الاقتصادية، الوداد حامل اللقب، والرجاء العائد للمسابقة، وكله أمل في تجديد العهد بتتويج غاب عنه منذ 24 سنة خلت.
الوداد عادت بهزيمة صغيرة أمام سيمبا التنزاني بهدف لصفر، إلا أن العرض الذي قدمه كان دون المستوى، وكان بإمكان أصحاب الأرض الفوز بحصة أكبر، خاصة بالجولة الثانية…
صمود أصدقاء العميد يحيى جبران، اقتصر على نصف ساعة من الجولة الأولى، وكان بإمكانه الوصول لمرمى الخصم، بعد ذلك اكتفوا بالدفاع عن مرمى الحارس مطيع، سيناريو امتد في أغلب فترات المواجهة، مما سمح للفريق التنزاني بالضغط، والبحث عن التميز أمام بطل النسخة الأخيرة.
أما الرجاء، فالقرعة حملت له مواجهة نارية ضد الأهلي، وبالرغم من تواضع الفريق المصري خلال دور المجموعات، إلا أنه عود المتتبعين كل سنة، على الرجوع بقوة خلال الأدوار المتقدمة، وهذا ما حدث…
فالفراعنة تمكنوا من تحقيق فوز بحصة هدفين لصفر، يفرض على الفريق المغربي بذل جهد كبير خلال الإياب، من أجل تجوزها وتحقيق التأهيل لنصف النهاية.. مهمة جد صعبة بالنظر لخبرة وتجربة، عميد الأندية الإفريقية.
وتماما كما كان الشأن بالنسبة للوداد، فالعناصر الرجاوية تواضعت خلال الجولة الثانية، إلى درجة لم تقو على تهديد مرمى الحارس الشناوي، هذا الأخير تدخل بشكل ناجح أمام زريدة في الجولة الأولى، ما مكن فريقه من الحفاظ على توازنه ومناعته، وتقوية عزيمة أصدقائه، فيما تبقى من أطوار المواجهة…
الأمر نفسه حدث بكأس (الكاف)، ففريق الجيش الملكي حصد الهزيمة أمام اتحاد العاصمة الجزائري بقيادة المدرب المجرب عبد الحق بنشيخة، هزيمة بهدفين لصفر، وطرد مجاني للاعب المدلل رضا سليم، بطريقة جد مستفزة…
أخطاء في الدفاع وعجز عن التسجيل، بهدف التخفيف من ضغط الإياب بالرباط، تواضع سهل من مهمة فريق جزائري، عرف كيف يستغل ضعفا طغى على أداء الفريق المغربي، ليحقق فوزا بينا، قوى من عزمه في مواصلة المغامرة.
والملاحظة أن هناك قاسما مشتركا بين الأندية المغربية الثلاث، يتمثل في نزول المستوى خلال الجولة الثانية، وعدم القدرة على الحفاظ بنفس النسق، من الناحيتين البدنية والذهنية ودرجة التركيز، الشيء الذي منح الخصوم فرصة مواتية لممارسة الضغط وتحقيق نتيجة الفوز …
فهل للأمر علاقة بالضغط الذي عاشته من جراء كثرة المباريات، وتعدد الالتزامات، بين مباريات البطولة وكأس العرش والمسابقة القارية، دون أن ننسى تصفيات الكأس العربية، كما هو الحال لفريق الجيش الملكي…؟
أمام هذه الحالة؛ لماذا لم تفكر العصبة الاحترافية في منح الأندية المشاركة فترة راحة، ولو لأسبوع واحد، حتى تتمكن من الاستعداد لمواجهة قوة وضغط مواجهات لا ترحم ؟؟؟
محمد الروحلي