كشفت النسخة الخامسة من مشروع الرصد الإعلامي العالمي لسنة 2015، والتي اختير لها عنوان «من يصنع الخبر؟»، أن العالم الذي تتناقله وسائل الإعلام، ذكوري بامتياز.
وسجل التقرير الذي عرضته الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، أول أمس الاثنين، بالرباط، في ندوة صحفية احتفاء باليوم العالمي للمرأة، تراجع ترتيب النساء في الإعلام، سواء كمواضيع أوكمصادر للأخبار، إذ لم تزد نسبة النساء عن 20 بالمائة مقابل 80 بالمائة للرجال.
هذه النتيجة الوطنية، وحسب التقرير، تضع المغرب ضمن الفئة التي تسجل فيها النساء حضورا أقل في الأخبار، رغم أنه يتقدم على معدل الشرق الأوسط بنسبة 16 بالمائة، إذ يأتي متأخرا عن المعدل الإفريقي «25 بالمائة»، والذي يوازي المعدل العالمي.
ومن حيث الموضوع، أظهرت أرقام المشروع أن النساء يسجلن حضورا كبيرا ضمن المواضيع المرتبطة بصنف المجتمع والقانون بنسبة 60 بالمائة، مقابل حضور ضعيف ضمن صنف السياسة بنسبة لا تتجاوز 5 بالمائة، فيما يسجل الرجال نسبة 45 بالمائة في صنف المجتمع والقانون، و21 بالمائة بالسياسة والاقتصاد بـ 11 بالمائة.
أما حسب مجال الاشتغال، فالتقرير أورد أن النساء، بالمقارنة مع الرجال، تتقدمن في الوضعيات غير المحددة بـ 54 بالمائة، وكأمهات أو في علاقة بالبيت بـ 50 بالمائة. وفي حالة تحديدهن، فغالبا ما يظهرن في فئة المشاهير والفن والأدب والإعلام بـ 75 بالمائة، تشير أرقام المشروع، بالإضافة إلى 38 بالمائة كناشطات أو مناضلات بالمجتمع المدني.
إلى جانب ذلك، كشف التقرير أيضا أن النساء ممثلات في الأنشطة الملكية والأميرية بـ 20 بالمائة، وكمستخدمات حكوميات أو موظفات يحضرن بنسبة 25 بالمائة، وكعضوات بالحكومة بنسبة 14 بالمائة. وفي مجال الأعمال يظهرن بنسبة 17 بالمائة. وخلص التقرير من حيث الحالة العائلية إلى أن النساء يتم ربط حضورهن بحالتهن العائلية بـ 13 بالمائة مقابل 4 بالمائة للرجال.
المشروع الذي أنجز تتبعا ليوم واحد (25 مارس 2015)، وبعد رصد النشرات والبرامج الإذاعية والتلفزية والصفحات الأولى للجرائد الورقية والإلكترونية، لم يغفل الحضور الفوتوغرافي في الصحافة، إذ سجل المشروع ظهور الرجال والنساء بنسب متقاربة على الجرائد المغربية مع تفوق طفيف للرجال (31 مقابل 27 بالمائة).
إلى ذلك، كشفت أرقام المشروع أن النساء يمثلن 46 بالمائة كفاعلات في الأخبار باحتساب كل المهن (مقدمون ومقدمات، صحافيون وصحافيات)، في حين يمثل الرجال 54 بالمائة.
أما حسب المهنة، فالنساء يمثلن 55 بالمائة من مقدمي الأخبار، باحتساب كل الدعامات، في حين لا تمثل النساء المراسلات الصحافيات في الإذاعة والتلفزيون سوى 37 بالمائة.
هذا، وبشكل عام، خلص التقرير إلى أن غالبية العاملين بالصحافة هم رجال بنسبة 78 بالمائة، مقابل 22 بالمائة من النساء. وهو رقم أكدت «الهاكا» أنه لا يرقى إلى مستوى المعدل الدولي، مما يستدعي انخراط جميع الفاعلين المعنيين، بمن فيهم الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، في تسريع وتيرة سد الفجوة التاريخية الناتجة عن الممارسات التمييزية المبنية على النوع، على حد وصفهم.
هذا وكانت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، في شخص رئيستها أمينة المريني، قد وقعت اتفاقية شراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة «اليونيفام» ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، وذلك على هامش الندوة الصحفية المنعقدة أول أمس، قصد النهوض بوضعية المرأة في الإعلام.
وتهدف الاتفاقية، حسب ما جاء في بنودها، تأطير الشراكة بين الهيئة العليا للسمعي البصري وهيئة الأمم المتحدة للمرأة واليونيسكو من أجل محاربة الصور النمطية القائمة على النوع في المضامين السمعية البصرية، وكذا النهوض بثقافة المساواة بين الرجل والمرأة عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية، بناء على مقاربة قائمة على مبادئ حقوق الإنسان، وعلى رأسها حرية التعبير، والحق في المساواة بين الجنسين باعتبارهما حقا من حقوق الإنسان الكونية وغير القابلة للتجزيء أو التفريق، كما ورد في الاتفاقية.
محمد توفيق امزيان
الهاكا تنتقد غياب المساواة بين الجنسين في وسائل الإعلام
الوسوم