تتميز الدورة الرابعة والعشرون للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، باستقبال جمهورية مصر العربية كضيف شرف. ويأتي ذلك، حسب تأكيد وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، في الندوة التي عقدت صباح أمس بمقر جهة الدار البيضاء، تكريسا واحتفاء بالروابط التاريخية والثقافية بين المغرب وهذا البلد العربي الشقيق ذي العمق الحضاري الكبير، وتثمينا للعلاقات الخصبة المتواصلة التي جمعت وتجمع باستمرار مثقفي البلدين.
وذكر محمد الأعرج، في هذه الندوة التي سلطت الضوء على الدورة الجديدة للمعرض المزمع عقده ما بين 8 و18 فبراير الجاري، والذي تسهر وزارة الثقافة على تنظيمه بتعاون مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات ومكتب المعارض، أن “البرنامج الثقافي لهذا الحدث، سيعرف مساهمة جمهرة من الباحثين والكتاب والمبدعين الممارسين في مختلف صنوف الفكر والإبداع، من داخل المغرب ومن خارجه، بمعدل 14 نشاطا في اليوم، بمشاركة ما مجموعه 350 متدخلا عبر العديد من الندوات الموضوعاتية والأمسيات الشعرية واللقاءات المباشرة، وتقديم الإصدارات الجديدة والاحتفاءات بأسماء إبداعية وبحثية متميزة”.
كما لفت الوزير الانتباه إلى أن هذه الدورة تشتمل على لحظة قوية تتمثل في إحياء أمسية مع شاعر جائزة الأركانة، وحفل تسليم جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، وكذا حفل تسليم الجائزة الوطنية للقراءة.
ولم تفت المتحدث الإشارة إلى أن الوزارة لديها عزم وطيد على أن تواصل، بمعية كافة شركائها المهنيين والثقافيين والمؤسساتيين والجمعويين، تكريس المكانة الدولية المرموقة التي صار يحظى بها هذا المعرض ضمن قائمة المعارض الدولية الخاصة بالنشر والكتاب.
من جانبه، أشاد رئيس مجلس جهة الدار البيضاء سطات، مصطفى الباكوري، بالدور الفاعل والمؤثر الذي يقوم به، إداريا، أعضاء المجلس في تطوير الحقل الثقافي بصفة عامة.
وذكر مصطفى الباكوري بالمخطط الذي يقوم أعضاء المجلس على الاشتغال عليه، والذي يرتكز بالأساس على تنمية الموروث الثقافي للجهة، والذي يعد قاطرة للرقي الاقتصادي والاجتماعي.
وشدد الباكوري على أهمية المعرض الدولي للنشر والكتاب، في التنمية الثقافية، معتبرا إياه مرجعا أساسيا لقياس المستوى الذي تشهده بلادنا على هذا الصعيد، قائلا إنه “يضاهي غيره من المعارض التي تحتضنها البلدان المتقدمة”.
من جانبه، اعتبر سفير جمهورية مصر العربية، أشرف إبراهيم، أن اختيار بلده ضيف شرف هذه الدورة يعد مفخرة، وأنه يعكس عمق العلاقات المتينة بين البلدين.
واستحضر التعاون القائم بين وزارة الثقافة المصرية ووزارة الثقافة المغربية، الضارب في القدم، والمتجلي في عدة مناسبات، وأن هذه الدورة ستشهد طرح أسئلة ثقافية أساسية من خلال الأنشطة الثقافية التي تشارك فيها نخبة من الكتاب والمبدعين والباحثين الأكاديميين القادمين من مصر.
ونوه مدير مكتب المعارض، عزيز العلمي، بالشراكة القائمة بين مؤسسات الدولة في ما يخص التطوير الإيجابي للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، سواء من حيث الكم أو الكيف.
وذكر بالعمل الجبار الذي يتم بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، فيما يتعلق باستقطاب أفواج من الطلبة والتلاميذ وتنظيم زيارات منتظمة لهم لفضاءات المعرض.
واعتبر أن هذا المعرض يعد من أفضل المعارض على الصعيد العالمي، وأنه يأتي في سياق ظروف خاصة تتجسد بالخصوص في إعادة هيكلة مجموعة من المؤسسات، ذات الصلة بتنمية الصادرات والاستثمار، مؤكدا على الدور الأساسي الذي تلعبه مثل هذه التظاهرات الثقافية في الترويج الاقتصادي للجهة.
وتحدث المندوب العام للمعرض حسن الوزاني عن البرنامج الثقافي الموازي، حيث اعتبر أنه يتم وفق هندسة خاصة، وليس بشكل اعتباطي.
وفي رده على سؤال حول سبب هيمنة أدباء ومفكرين منتمين إلى جهة الرباط على الأنشطة، أشار إلى أن لجنة البرمجة لا تعود إلى بطائقهم الوطنية، بقدرما أنها تعتمد على حضورهم الفاعل في المجال الثقافي، وأن من حق القارئ أن يتلقى منتوجا جيدا، مذكرا في هذا السياق بحضور أسماء لم يسبق لها أن شاركت في الدورات السابقة.
وحول غياب منصة خاصة بحقوق التأليف خلال هذه الدورة، أوضح حسن الوزاني أنه، بعد تقييم التجربة السابقة، تبين أنها لم تعط النتيجة المرجوة منها، وبالتالي تقرر أن يتم الاكتفاء بتنظيم هذه المبادرة مرة واحدة كل سنتين.
ودافع المتحدث عن حضور فضاء الطفل في المعرض، إيمانا منه بأن الطفل هو قارئ الغد.
وتم خلال هذه الندوة، كذلك، استعراض مجموعة من المعطيات المتعلقة بالدورة الجديدة للمعرض، منها مشاركة 709 عارضا يتوزعون بين 305 عارضا مباشرا و404 من العارضين غير المباشرين، من المغرب، والعالم العربي، والبلدان الأفريقية، والأوروبية، والأمريكية، يقدمون عرضا وثائقيا متنوعا، يغطي مجمل حقول المعرفة، ويتجاوز عدد العناوين المعروضة فيه 125.000 عنوان، فيما يصل عدد الدول المشاركة 45 دولة.
وتتوزع الفضاءات المحتضنة للفعاليات الثقافية على قاعة القدس، وقاعة القاهرة، وقاعة وجدة، وفضاء الطفل برواق وزارة الثقافة والاتصال، أما المساحة الإجمالية لفضاء العرض فيصل إلى 20 ألف متر مربع.
عبد العالي بركات