الأهداف في كرة القدم هي الهدف الذي يسعى له كل فريق خلال المباراة، سواء أن سجل هدفا يضمن له الفوز أو أحرز نتيجة أكبر من الخصم .. ويصعب على الكثيرين تذكر كافة أطوار مباراة ما كيفما كانت درجة أهيمتها، لكن تذكر هدف مميز أسهل بكثير .. هدف ضمن فوز ثمين في الأنفاس الأخيرة من المقابلة .. هدف سجل بطريقة استثنائية يستحيل تكرارها .. هدف ضمن لك التأهل إلى مسابقة قارية أو دولية .. هدف منحك لقبا لا يقدر ثمن .. وفي هذه السلسلة الرمضانية الرياضية نستعرض مجموعة أهداف ما تزال راسخة في تاريخ المنتخب المغربي على مدار عقود من الزمن:
لغريسي.. رأسية تؤهل للمونديال الثالث
بتاريخ الـ10 من أكتوبر من 1993 وأمام ما يقارب 50 ألف متفرج أثثوا مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، تقمص مهاجم فريق الرجاء البيضاوي عبد السلام لغريسي دور البطولة عندما سجل هدفا من أكثر الأهداف حسما في تاريخ الكرة المغربية، في الدقيقة 62 في مرمى المنتخب الزامبي برسم الجولة الرابعة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية.
هدف يتيم للغريسي الذي لعب لفريق الجيش الملكي على مرحلتين (1982-1990 و1994-1995)، في مباراة مصيرية لكتيبة “أسود الأطلس” بالإقصائيات المؤهلة إلى المونديال الأمريكي، بعد مسار متذبذب الأداء للمنتخب المغربي، بدأه بفوز هزيل وثمين بهدف محمد الشاوش على منتخب السنغال، قبل أن يسقط ضد مضيفه المنتخب الزامبي بنتيجة (1-2)، لكن رفاق لغريسي تداركوا الموقف في اللقاء الثالث وجددوا تفوقهم على السنغال بثلاثية وقعها كل من عبد المجيد بيوض (هدفان) ويوسف فرتوت.
بعد الانتصار على السنغال، دخل المنتخب المغربي وهو يحتل المركز الثاني برصيد 4 نقاط وبفارق نقطة عن زامبيا المتصدرة، والتي كانت تعادلت مع السنغال دون أهداف ذهابا وسحقتها إيابا برباعية نظيفة، وبالتالي كان يتعين على العناصر الوطنية انتزاع نقطتي الفوز لتتخطى الزامبيين وتنتزع تأشيرة المشاركة المونديالية الخاصة بالمجموعة الثانية، وهو ما تحقق عبر رأسية لغريسي في مباراة الإياب والجولة الأخيرة، ليساهم المهاجم الرجاوي بشكل كبير في ضمان المشاركة الثالثة بالمونديال بعد دورتي 1970 و1986 بالمكسيك.
وفي حديث مع “بيان اليوم”، يتحدث لغريسي عن كيف جاء هدفه الحاسم قائلا “الكل يعلم أنها كانت مباراة حاسمة. كان يتعين علينا تحقيق الانتصار. والتعادل غير كاف لتأهلنا. كان هناك ضغط كبير في هذه المقابلة. 35 مليون مغربي كانوا ينتظرون هذا اللقاء لينتزع المنتخب المغربي بطاقة المرور إلى مونديال أمريكا. الحمد لله تأتى لنا ذلك، وسجلت هدفا رائعا بعد تمريرة من الحضريوي حولتها برأسية في مرمى الخصم. بعد الهدف عمت فرحة عارمة كافة ربوع المملكة”.
> صلاح الدين برباش