أيوب الكعبي.. هداف أضاع طريق‎ المرمى

تراجع مستوى إيقاع أيوب الكعبي في التهديف، ويبدو أن هداف بطولة أمم إفريقيا للمحليين الذي سجل 9 أهداف في دورة المغرب 2018، ظل الطريق نحو المرمى وأهدر مجموعة من الفرص الواضحة في مختلف المسابقات، بالرغم من المشاركة والمساهمة الجيدة ضمن تشكيلة الوداد في المباريات.
وطبيعي أن يتحرك الجدل حول أيوب الكعبي، كلما فشل في تتميم عملية وإرسال الكرة إلى مرمى الخصم، لأن الولد هداف وليس مهاجما، ومسار أيوب الكعبي يفرض قراءة متأنية لم حياته و تطور مستواه.
أيوب الكعبي من مواليد 25 يونيو سنة 1993، بحي درب ميلا في الدار البيضاء، و تمتد جذور العائلية إلى مدينة زاكورة، وقد شده عشق الكرة في الحي ثم إلتحق بالتباري في عصبة الدار البيضاء الكبرى لكرة القدم، والبداية بفريق إتفاق لالة مريم حيث استفاد من جدية “يونس درو”، وهو مؤطر مربي رافقه ووجهه.
وهناك رصدته عيون التقنيين في فريق الراك ونقلته إلى عبد الحق ماندوزا الذي أعاره لفريق نادي الشعب ثم أعاده.. ويعود الفضل للمدرب ماندوزا في تألقه هدافا عندما نجح في تحويله من مركزي ظهير أيسر ولاعب وسط مدافع إلى قلب الهجوم.
وفي الموسم الأول سجل أيوب 7 أهداف، وفي الثاني 11 هدفا، وفي الثالث 2016 – 2017 سجل 25 هدفا، وتوج هدافا في الدوري الاحترافي بالقسم الثاني، كما سجل 3 في منافسات كأس العرش، وساهم في صعود الراك إلى حظيرة الكبار.
الكعبي ولد ليكون لاعبا في كرة القدم ويشغل مهمة الهداف، غادر الدراسة في سن الخامسة عشرة وتنقل عبر مجموعة من الأنشطة من بينها النجارة والتجارة في التجوال وغيرها، وبدعم الوالد بقي مرتبطا بكرة القدم.
وفي فريق الراك شد أنظار المتتبعين والمهتمين وتلقى عروضا من عدة فرق في الدوري الوطني، وفضل المدرب ومسؤول الراك الترخيص له بالإنتقال إلى نهضة بركان في يوليوز 2017، حيث توج معه بلقب كأس العرش في نونبر.
واقتنع به المدرب جمال السلامي وهو في دوري القسم الثاني وإعتمد عليه في “الشان” وهناك تألق وتوج هدافا بـ 9 أهداف وأفضل لاعب، وبعد ذلك أقحمه المدرب هيرفي رونار في لائحة المنتخب الوطني وأشركه في مونديال روسيا 2018، وتابعنا كيف تحول أيوب الكعبي إلى الإحتراف بالدوري الصيني عبر نادي هيبي فورتين، مقابل مبلغ مالي قيمته ستة ملايين أورو، في عقد مدته موسمان ونصف، استفاد فيه فريق الراك من نسبة 25 في المائة (أكثر من مليار سنتيم) …
وبعد هذه التجربة عاد الكعبي إلى الوداد في انتقال حر وقد سجل 7 أهداف في الدوري الإحترافي والوداد في صدارة البطولة، كما سجل 3 أهداف في منافسات كأس العرش و3 أهداف في دوري أبطال إفريقيا، ومختلف مكونات النادي تدعم أيوب وتسانده أملا في عودته إلى التوهج وتفادي الفشل خاصة وأنه يقوم بدور هام وسط المجموعة، يتحرك بدون كرة، ويهاجم، ويمرر ويساهم بفعالية وتحقيق الانتصارات.
فهو اللاعب المميز بمؤهلاته البدنية قامته 1,82 متر و وزنه 79 كلغ، وأدواته التقنية الفردية فريدة، إضافة إلى حرفيته في التموضع وإقتناص الأهداف والجماهير تنتظر عودته إلى مستواه، وإلى الطريق المؤدي إلى المرمى الذي يعرفه جيدا.

< محمد أبو سهل

Related posts

Top