احتفالية خاصة بالشاعر الكاميروني بول داكيو الحائز على جائزة “تشيكايا أوتوماسي”

نظمت مؤخرا ضمن فعاليات الدورة الخريفية لموسم أصيلة الثقافي، احتفالية خاصة بالشاعر الكاميروني بول داكيو الحائز على جائزة “تشيكايا أوتوماسي للشعر الإفريقي ” في دورتها الثانية عشرة.
 وفي كلمة بمناسبة الاحتفالية التي حضرها جمهور عريض من المثقفين والأكاديميين المغاربة والأجانب، أبرز أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة محمد بنعيسى أن تتويج الشاعر الإفريقي والناشر والأديب البارز بول داكيو، بجائزة “تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي”هو اعتراف” بما تمثله كتاباته من تجربة فنية استثنائية، وحساسية فريدة في حقل الشعر الإفريقي الفرنكوفوني، ولما تستبطنه دواوينه الخصيبة والغزيرة والمسترسلة في الزمن من سجايا جمالية أخاذة”.

 وأشار بنعيسى إلى أنه منذ إحداث جائزة الشاعر والمسرحي الراحل “تشيكايا أوتامسي” سنة 1989، “شهد موسم أصيلة الثقافي الدولي لحظات احتفاء قوية، بأسماء شعرية إفريقية رائدة، ممن توجت أعمالهم بالجائزة التي حملت اسم رمز  شعري فذ، نهض بدور جوهري في الثقافة الإفريقية، لأجل ترسيخ جماليات مختلفة للخطاب الشعري، نابعة من روح عالم الجنوب، ومعبرة عن قيمه وأحلام شعوبه وقضاياهم”. وأضاف أن الجائزة “تشكل منجزا أدبيا أضحى اليوم من أهم إنجازات الثقافة الإفريقية، وأكثرها ترجمة وانتشارا عبر ثقافات العالم ، خاصة وأنها منحت لأسماء بارزة كإدوار مونيك، وروني ديبيست، و مازيني كونيني، وأحمد عبد المعطي حجازي، وجون باتيست لوطار، وفيرا دوارطي، وعبد الكريم الطبال، ونيني أوسندار، وفامة ديان سين، والمهدي أخريف، وجوزي غيبو، وأمادو لامين صال، وهي أسماء تنتمي لأجيال وتجارب شعرية مختلفة، ولبلدان إفريقية ممتدة من المغرب إلى جنوب إفريقيا، مرورا بمصر وجزيرة موريس ونيجيريا وهايتي والكونغو والسينغال والكونغو -برازافيل وساحل العاج والرأس الأخضر. وفي هذا السياق، أكد أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة أن اختيار تجربة بول داكيو، يمثل انحيازا لأسلوب مختلف في الكتابة الشعرية الإفريقية الفرنكوفونية، بالنظر إلى انتصاره الواضح لممكنات التشكيل والتجريب الشعريين، وتعبيره عن انشغالات الذات الفردية والجماعية ببصيرة كاشفة. فلقد كتب بول داكيو عن الذات والمنبت وعن المحيط الجغرافي والآمال والخيبات، وعن الجمر وعن الرماد.

 وبدا في أشعاره وتأملاته الفكرية، وكأنما هو مشدود إلى نداء خفي لا أرض له، ولا جغرافيا، ولا زمن، ولا منتهى، إلا الهوية الإنسانية المطلقة في تعددها ووحدتها. وذكر بالمناسبة أن الحاملة لاسمه الجائزة ، فيليكس تشيكايا أوتامسي، كان بحق أحد رموز موسم أصيلة وأحد عناوين الوفاء لها ولرسالتها،معتبرا أن الاحتفال بشاعر كبير وبصديق لتشيكايا أوتامسي هو بمثابة تحية لذكراه ولشغفه الإبداعي ولشخصه الكبير. 
 ومن جهته، أكد رئيس لجنة التحكيم الشاعر السينغالي الكبير أمادو لامين صال أن هذه الجائزة مدعاة فخر لأصيلة وللمغرب ولإفريقيا وللعالم، مبرزا أن الحاصل على الجائزة هذه السنة الكاميروني بول داكيو يؤمن بالمبادئ والقيم التي حملها في صدره فيليكس تشيكايا أوتامسي، وهو مناضل في الشعر وأستاذ في الكلام . وأضاف السيد صال: “ها نحن نجتمع مرة أخرى في أصيلة ، المدينة الحالمة والجميلة التي جعلت الشعر نورها”، مضيفا: “الشعر ملاذنا، الذي يحمل الحرية والعدل. إنه بيت الحب، مكان الأحلام. والحقيقة والمشاركة والكرم”.

 وقال رئيس لجنة التحكيم الذي سبق وأن فاز بجائزة أصيلة الشعرية سنة 2018 وهو مؤسس الدار الإفريقية للشعر الدولي، “برافو بول (داكيو )، استمر في إسعادنا وإبهارنا”. وفي السياق ذاته، قال عضو لجنة تحكيم الجائزة والباحث شرف الدين ماجدولين إن الجائرة بمثابة معبر ليس فقط لتسليط الضوء على ابداع شاعر من طينة الكبار، بل معبر لإدخال شعر بول داكيو الى العربية وجسر ليتداول شعره القراء الآخرين.  

 وأكد أن جائزة “تشيكايا أوتوماسي للشعر الإفريقي” هي فعلا تنتصر للشعر والشعراء من الأعلام والقامات الكبيرة، وهي أيضا تشكل جسرا لربط المغرب بعمقه الأفريقي اكثر فأكثر

وتعزيز انتمائه إلى أفريقيا كواقع وكأمل في المستقبل وكوفاء.  ومن جهته، أعرب الشاعر الكاميروني المتوج بول داكيو عن افتخاره واعتزازه بحصوله على الجائزة التي تمنح في موسم أصيلة الذي أضحى منذ سنوات مهرجانا عالميا بامتياز ومنبرا للحوار والتبادل والتقاسم والتقارب بين الثقافات والحضارات والشعوب، مضيفا أن له الشرف أن يتوج ضمن قائمة الجائزة التي تضم شعراء أفارقة كبار وتغطي كل أفريقيا. وأضاف أن قيمة الجائزة أيضا تتمثل في كونها تمنح في المغرب وتحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس في هذه الظرفية المهمة التي تحتاج فيها أفريقيا إلى توطيد العلاقات الإنسانية والثقافية أكثر فأكثر، مبرزا أن موسم أصيلة بقيمته الثقافية الكبيرة يشرف أفريقيا ككل، وتعكس القيم التي حملها الشاعر تشيكايا أوتوماسي ودافع عنها وما ميز كتاباته من دفاع مستميت ضد التفرقة والعنصرية . وجرى بمناسبة تسليم الجائزة تنظيم زيارة خاصة للحديقة التي تحمل اسم الشاعر الراحل تشيكايا أوتوماسي وسط مدينة أصيلة . يذكر أن الشاعر بول داكيو ، الذي أنشأ سنة 1980 دار النشر “سيليكس”، أصدر مجموعة أعمال منها “أسلاك الصباح الشائكة”، و”صرخة بصيغة الجمع”، و”شدو الاتهام”، و”فجر يوم جديد”، و”أصوات الغياب”، و”قصائد الغد”، و”موروني ذاك المنفى”.

Related posts

Top