الدعارة السياسية لنصرة جبهة الوهم البوليساريو

الأكيد أنه لا يمكن لداعمي مرتزقة بوليساريو، أن يتقبلوا بكل روح رياضية و سياسية خسارتهم. و فشلهم في إخراج مشروع وهم الدولة الذي كلفهم منذ عقود، ولازال يكلفهم المال والتدلل، على حساب شعوبهم المقهورة. والأكيد أنهم يسارعون الزمن الكوروني من أجل سراب قد تبخر و تم الحسم في زيفه. لكن أن يصل الأمر بهؤلاء إلى امتهان الدعارة السياسية، وتوظيف برلمان بلد جار وشقيق، في محاولات يائسة لاستجداء سحب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، و إعادة الروح في ملف «قضية مفبركة» باتت تنفث أنفاسها الأخيرة بقسم الإنعاش، فهذا يعتبر إهانة واحتقارا واستبلادا لتلك الدولة وشعبها الشقيق.
مهزلة ممثلي البرلمان الجزائري، ستبقى من أهم سخافات و تفاهات الزمن الكوروني. برلمانيون يتركون هموم ومشاكل الشعب، الذي صوت عليهم. يتركون الاحتجاجات اليومية التي تعرفها أزقة وشوارع بلدهم، و ينتقلون إلى الشوارع الأمريكية من أجل تسول وتوسل واستجداء كل من صادفوه، وصرف أموال الشعب لطلب إلغاء قرار سيادي. ومحاولة التدخل في شؤون دولة ذات سيادة وقوة. ومطالبة رئيسها الجديد، بكل وقاحة، بإلغاء قرار رئاسي لسلفه.
نحن نعلم و كل أنظمة العالم تعلم أنه لا بديل عن مقترح الحكم الذاتي للتخلص من فيروس «البوليساريو». وتنقية تلك المناطق التي باتت بؤرا للعصابات والإرهابيين. كما أن الدول التي تعبر عن رفضها للمقترح المغربي. هي دول تحكمها أنظمة، إما معادية للمغرب أو رافضة لمخططاته التنموية وانفتاحه المتعدد إفريقيا وأوربيا وأمريكيا.. أو مدمنة على امتصاص النفط والغاز الذي تجود به الجزائر و «ليبيا سابقا». دول مهمتها عرقلة مسار التسوية الشرعية، و «وضع العصا وسط العجلة». وانتظار التعليمات عن بعد من أولياء نعمها. الحقيقة المرة التي ينبغي للمغاربة وغيرهم معرفتها. أن لا دولة في العالم تقبل بأن يهنأ المغرب بصحرائه. ويباشر التنمية والاستثمار في برها وبحرها وجوها. وخصوصا نظام الجزائر «الجار.. الجائر». الذي لا يتردد في تجويع شعبه وتبذير ثرواته في سبيل تسليح البوليساريو واحتضانه، وحمل شعار «الغاز والنفط بالمجان مقابل العداء للمغرب «، في محاولات يائسة لكسب الدعم العالمي.
كما أنه لا دولة في العالم، تريد إحداث دولة جديدة لا أصل ولا فصل لها. بقيادات لقيطة وشعب مختطف. وأول الرافضين طبعا النظام الجزائري. الذي يسعى فقط إلى إيجاد طرق لتمكينه من استغلال ثروات الصحراء المغربية. كما سبق واقتص من التراب المغربي، منطقتي تندوف والشارة. بعدما علم بمناجم الحديد المتواجدة في باطنها. وقد سجل التاريخ بأقلام مملوءة بسيول بشرية «دماء ودموع وعرق»، جرائم حرب الرمال المفتعلة. والتي أبرزت بسالة المغاربة وأخلاقهم السامية. وكذا جريمة طرد آلاف المغاربة المقيمين داخل الجزائر. والاستحواذ على ممتلكاتهم. و تشريد آلاف الأسر المغربية والمختلطة «تزاوج وتناسل مغاربة وجزائريين».
جنوب إفريقيا، البلد الذي عانى شعبه من العبودية والمهانة، ابتلي هو الأخر بنظام قرر امتهان الدعارة السياسية تجاه المغرب. بلغت به الحقارة السياسية إلى حد تزوير تقارير وتوصيات مؤتمر الاتحاد الإفريقي الأخير. وبعث رسالة كيدية تضليلية إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن. ادعى فيها فيها كذبا بأن القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي حول «إسكات البنادق»، خصصت حصريا لقضية الصحراء المغربية. بينما ناقشت القمة 40 موضوعا. زيف جنوب إفريقيا كشفه السفير المغربي الدائم لدى الأمم المتحدة. الذي أوضح أن الفقرة الوحيدة التي ناقشها المؤتمر الإفريقي، هي ديباجة و ليست عملية بأي حال من الأحوال، بشأن الصحراء المغربية، ضمن وثائق القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي لشهر دجنبر الماضي «مازالت موضع خلاف إلى يومنا هذا، لأنها أدرجت ضمن قرار قمة غير عادية في ظل ظروف اتسمت بغياب الشفافية وانتهاك قواعد وإجراءات القمة. وهو ما أثار تساؤلات وطلبات توضيح رسمية من قبل المغرب وعدة دول أعضاء أخرى في الاتحاد الإفريقي». وأشار إلى أن «هذه المطالب مازالت حتى الآن دون رد».
ما أقدمت عليه جنوب إفريقيا هو إهانة لكل الدول الإفريقية. وتبخيس لمجهوادتهم داخل الاتحاد. وتقليل من قيمة مطالبهم واتفاقياتهم الرامية إلى تحسين أوضاع شعوبهم والرقي ببلدانهم. وعلى تلك الدول بعث رسائل تنديد واستفسار وتأنيب لجنوب إفريقيا.
مقترح الحكم الذاتي المغربي، أصبح مطلبا دوليا، بعد أن أذاب بجديته و واقعيته جليد المقترحات الوهمية التي تفرزها جبهة البوليساريو ومن خلفها النظام الجزائري وغيره. مقترح قبله المغاربة على مضض، أملا في لم شمل المغاربة وإنهاء معاناة ومأساة الأسر الصحراوية المفككة. وطرد قطاع الطرق والعصابات المرتزقة التي اغتنت من المساعدات المالية والغذائية الموجهة للمغاربة الصحراويين المحتجزين.
تربصات خصوم الوطن ومحاولاتهم اليائسة من أجل تلطيخ سمعة المغرب والتضييق على مسار وحدته الترابية. هي رسائل وجب أن يلتقطها كل مغربي حتى يكون سفيرا للوحدة الترابية. مؤمنا بمقولة وحكمة الإمام الشافعي الذي قال: ما حك جلدك مثل ظفرك  فتول أنت جميع أمرك.

بقلم: بوشعيب حمراوي

[email protected]

Related posts

Top