الذكرى 46 للمسيرة الخضراء..مشعل لاستنهاض الهمم من أجل مواصلة مسيرة البناء والذود عن الوطن

تحل يوم غد السبت الذكرى 46 للمسيرة الخضراء المظفرة، بألقها الوطني المتجدد، ودروسها التاريخية التي تستمر إلى يومنا هذا مشعلا يضيء الطريق للأجيال المغربية المتعاقبة، يحفز المبادرات ويستنهض الهمم من أجل مواصلة مسيرة البناء والنماء في أقاليمنا الجنوبية خصوصا، وكذا في جميع ربوع الوطن.
تحل الذكرى وقضيتنا الوطنية المقدسة تواصل تحقيق الانتصارات تلو الانتصارات في المحافل الدولية، ضدا على جميع محاولات رهن يقين الحقائق وحتمية التاريخ في تأكيد مغربية الصحراء، وانتماء أبنائها إلى هذا التراب وإلى هذا الشعب الذي قرر، بقيادة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، في يوم 6 نونبر من سنة 1975، أن يتقدم حاملا القرآن باليد اليمنى والعلم المغربي باليد اليسرى، نحو أقاليمنا الصحراوية من أجل تحريرها من الاستعمار الإسباني، في صورة تاريخية ملهمة ترسم بوضوح، أمام الجميع، أصدقاء أو أعداء، الإرادة الراسخة والإصرار القوي للشعب المغربي من أجل الدفاع عن حقوقه المشروعة في الوحدة والاستقلال.
مشروعية قضيتنا الوطنية ومصداقية الطرح المغربي في الدفاع عنها، اللتان تتجسدان من خلال دروس المسيرة الخضراء، تواصلان إقناع المنتظم الدولي حيث لا يكاد يمر يوم دون أن يسجل خطوة جديدة لتأكيد المواقف الداعمة لمغربية لصحراء، وللحل السياسي الجدي والمتوافق عليه، المقترح من قبل المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس. بينما باقي الطروحات الوهمية والمغالطات التاريخية والمناورات السياسية، لا تحصد سوى المزيد من الخيبة والفشل.
ولعل أعداء وحدتنا الترابية يستنبطون الدروس من جولة الإحباط الجديدة الذي تكبدوها من خلال تبني مجلس الأمن مؤخرا للقرار 2602 بشأن الصحراء، والذي شدد على المهمة الرئيسية للمبعوث الشخصي الجديد، ستافان دي ميستورا، متمثلة في “إعداد موائد مستديرة يتم فيها دعوة جميع أطراف النزاع دون استثناء”، داعيا إلى استئناف المفاوضات تحت رعاية الأمين العام “دون شروط مسبقة وبحسن نية، وبروح من الواقعية والتوافق”.
ولأن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، فإن جهود بلادنا، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، من أجل وضع حد للمناورات الرامية إلى التشكيك في وحدتنا الترابية، تواكبها في ذات الوقت، مسيرة تنمية حقيقية للأقاليم الجنوبية، من خلال مشاريع كبرى تنهض بالإمكانيات الهائلة للمنطقة، وتقوي فرص الاستثمار والتطور في جميع القطاعات، مما يعزز مكانة بلادنا في محيطها الإقليمي والدولي، ويؤكد موقفها ودفاعها المشروع عن الوحدة الترابية وعن مغربية الصحراء.

 سميرة الشناوي

Related posts

Top