الصورة الواجب تقديمها للعالم…

عادت عجلة الوطنية الاحترافية لكرة القدم للدوران، بعد توقف دام أكثر من شهر، بسبب مشاركة الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، بمنافسات مونديال قطر 2022، والتي تميزت بتحقيق مسار، أكثر من رائع أصبح حديث العالم.
عودة البطولة برهانات متعددة، وبطموحات متجددة، من المفروض أن تطبع أداء جل المتدخلين في المجال، على أمل الرقي بعمل الجميع، إلى مستوى القيمة التي وصل إليها، عطاء “أسود الأطلس” على الصعيد الدولي.
والأكيد أن كل الأنظار، ستتركز على هذه الدول المنتمية، للعالمين العربي والإفريقي، والتي قدمت منتخبا تنافسيا على أعلى مستوى، أبهر عالم كرة القدم، بأداء لافت وغير مسبوق عبر التاريخ.
هذا الاهتمام غير العادي، يفرض على الجميع الحفاظ على نفس الصورة الناصعة، بعيدا عن كل الممارسات المسيئة وغير السليمة، والتي تخدش كل هذا الجمال الأخاذ الذي ميز المشاركة بالنسخة الـ(22) من المونديال.
فلا يعقل مثلا أن يتم سماع أخبار عن الإفلاس المالي، لأغلب الأندية المنتمية لبطولة احترافية، وإقدام مجموعة من اللاعبين على عقودهم من طرف واحد، بسبب عدم التوصل بالمستحقات التي تنص عليها العقود الاحترافية المبرمة، أضف إلى ذلك، تعدد الملفات المطروحة أمام غرف النزاعات وطنيا ودوليا، إلى درجة أن الأندية الوطنية، تحولت إلى زبون دائم، ومرادف لعدم احترام القانون.لا نتمنى أن تتركز الأخبار القادمة من المغرب، على المشاكل والفضائح والصراعات والخلافات الهاشمية، عوض الاهتمام أكثر على العطاء الرياضي والمردود التقني، وما يقدمه اللاعبون وما يخططه المدربون على أرضية الملعب.
لا يعقل أيضا أن يتابع الرأي العام الرياضي الوطني والدولي، مشاهد اندلاع أحداث عنف وشغب صادمة تثير الرعب، وتهدد الأمن العام، كما تلحق خسائر ومظاهر التخريب بالمصالح الخاصة والعامة.
نتمنى أن تصبح كرة القدم الوطنية علامة متميزة على الصعيد، ليس فقط بما قدمه “أسود الأطلس” بمونديال قطر، ولكن أيضا بعطاءات متعدد الروافد من حيث التكوين وإنجاب المواهب، وتقديم مدربين من مستوى عال، وأطر إدارية متمكنة، قادرة على ضمان مكان بأقوى الأندية الاحترافية على الصعيد العالمي.
كلها مطامح ومتمنيات، نترقب الوصول إليها، من أجل جعل كرة القدم والرياضة بصفة عامة، رافعة أساسية للتنمية على الصعيد الوطني، وعامل اقتصادي مهم، وصورة مشرقة تسهم بقوة في إشعاع المغرب، والترويج لقضاياه الأساسية، والتعريف بمكوناته وحضارته الضاربة بجذور التاريخ.
وبمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة، نتمنى كامل الازدهار والتطور للرياضة الوطنية عموما، وليس كرة القدم فقط…

>محمد الروحلي

Related posts

Top