عبد الإله رفيق: برنامج “الكرسي الفوتوغرافي” ماستر كلاس لتجارب محترفي الصورة بأكادير

التقت الجريدة بالفنان الفوتوغرافي عبد الإله رفيق، رئيس نادي التصوير الفوتوغرافي بأكادير، للحديث عن الفعاليات الثقافية التي نظمتها أو ساهمت فيها هيئة المصورين التي يترأسها، خلال المدة الأخيرة، بمناسبة تخليدها لذكراها الفضية، حيث مرت 25 سنة على تأسيسها..

في هذا الحوار يقرينا عبد الإله رفيق من أنشطة النادي ومنها تجربة فريدة من نوعها أقامها خلال شهر رمضان المنصرم، تحت اسم “الكرسي الفوتوعرافي”..

إليكم الحوار:

* تحتفل الهيئة الفنية التي تترأسونها بالذكرى الفضية للتأسيس، وخلال حفل “ليلة الوقاء” المقام بهذه المناسبة، أطلقتم تحديا يستمر طوال سنة 2023، وهو إقامة خمسة وعشرين نشاطا فوتوغرافيا تخليدا لهذه المناسبة. أين وصلت نسبة إنجاز هذا التحدي؟

** مرحبا بكم، وشكرا على الاستضافة. بالنسبة لليلة الوفاء التي أقامها النادي بداية هذه السنة، أعتبرها شخصيا أمسية مهمة، حيث عرّفنا المنخرطين الجدد وعموم الجمهور الفني للمدينة على تاريخ النادي، وذلك بتكريم المؤسسين والاستماع إليهم، ثم ترحمنا على أصدقائنا وصديقاتنا الذين تولاهم الله إلى رحمته. كما استقبلنا أعضاء من الفيديرالية المغربية للتصوير الفوتوغرافي الذين أشادوا بالعمل الجماعي والاجتهادات الفردية للمنتمين لهيئتنا. واعتبروا ذلك مساهمة فعالة في الفعل الفوتوغرافي على مستوى المملكة المغربية ولمدة ربع قرن. من هنا التقطنا خمسة وعشرين، وقلنا لماذا لا نرفع تحدي إقامة هذا العدد على مدار سنة 2023. صحيح هو تحد ليس بالأمر الهين، لأن ذلك يتطلب الوسائل المادية المهمة والحضور الدائم للأعضاء الذين يشتغلون بشكل تطوعي. لكن ما يجعلني متفائلا هو توفر نادي أكادير على خزان من المشاريع الثقافية الفنية، ستضيف لمسة فنية خاصة على المشهد الثقافي للمدينة. ومن جهة أخرى أنا فخور بالاستعداد الدائم للأعضاء للعمل بجد، وإلى أبعد الحدود حتى إنجاح أي مشروع يقْدِمون عليه. ثم لا ننسى أيضا ثقة الشركاء في تاريخنا وفي أعمالنا التي نقدمها لهم. وأقول لك إنه إلى غاية إنجاز هذا الحوار شارفنا على نسبة 25% من الإنجاز، مع العلم أننا في الجمعية نهتم بجودة العمل وقيمته الفنية أكثر مما تهمنا الأرقام في حد ذاتها.

* اقترحتم – خلال رمضان المنصرم – على ساكنة وزوار مدينة الانبعاث مجموعة من الأنشطة الفنية، هل يمكن أن تعطونا نظرة عامة عنها؟

التشكيلي ابراهيم صدوق

** بالفعل يعد شهر رمضان موعدا يميل فيه الإنسان إلى السمر. هنا اقترح النادي “الكرسي الفوتوغرافي” وتتلخص فكرته في كونه لقاءا مفتوحا مع أحد الفنانين، يحدث الحاضرين عن حياته وأعماله وعموم تجربته. وفي نفس الأثناء يستقبل الأسئلة من الحضور، ويقدم إجابات عنها. وقد استضاف الكرسي في مواعيده الأسبوعية كلا من الفنان سعيد اوبرايم والمصورة أمينة براقز ثم عبد ربه رئيس الناد. وفي إطار المشاركة في تنشيط ليالي رمضان ضمن البرنامج الذي أشرفت عليه بلدية أكادير وبشراكة مع مجلة نبض المجتمع، قدم الفنان العالمي سعيد أوبرايم، أبرز مؤسسي نادي أكادير للتصوير الفوتوغرافي، إصداره الجديد الذي يحمل عنوان “الجيل الأخير من الرحل بإملشيل” وهو كتاب مصور يقول عنه الدكتور الباحث خالد ألعيوض: “بأنه كتابة خارجة عن المألوف، لأنها كُتِبت بالضوء قبل القلم. فيها تجربة فوتوغرافية رائعة لمبدع كبير، يجب أن يعرفه الناس. هو سعيد أوبرايم ابن هذه المدينة، ولكن شهرته اليوم تتجاوز الآفاق”، وفي نفس الإطار دائما كان لفنانتنا فاطمة إنغنان وحنان الدرهم مشاركة قيمة في حفل نساء مبدعات، الذي كان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. ومن محاسن الصدف، وخلا هذا الشهر العظيم، يعود الناس للحديث عن رؤية الهلال وعن مواضيع لها ارتباط بالفلك، قدم لنا المهندس أيوب محاسني عضو النادي من مدينة الرباط، تكوينا حول تقنيات تصوير المناظر الطبيعية وعلى الخصوص تصوير النجوم، كما بسط لنا بعض أعماله وموجزا عن تجربته في هذا التخصص الفني الذي يحتاج تكوينا وإمكانيات غير يسيرة. وهذا أمر يسعدنا كثيرا حيث أصبح الإقبال على النادي من مدن مغربية أخرى ومن طرف فنانين لهم وزنهم على الصعيد الوطني.. 

* ألتقط من بين أنشطتكم نشاط “الكرسي الفوتوغرافي” وأود أن أستوضحكم عن سبب نزول هذه الفكرة وقيمتها المضافة وعن إمكانية الاستمرار فيها، حتى تكون نشاطا دوريا، يستضيف فنانات وفناني النادي أو ضيوفه من داخل وخارج المملكة المغربية؟

** كما أشرتم إلى ذلك، فعلا “الكرسي الفوتوغرافي” نشاط ذو أهمية كبيرة، وأنا أعتبره شخصيا “ماستر كلاس” لتجارب محترفي الصورة بأكادير. لأنه يجعلك أكثر قربا من الفنان المحاوَر حيث يحكي لك حياته ومراحل تطور فنه ويحدثك عن آلامه. ففي مدة لا تتجاوز ساعتين من الزمن تتمكن من الحصول على ملخص تجربة عُمُر. بعد نجاح هذه التجربة خلال رمضان المنصرم، نفكر داخل مكتب النادي في جعل هذا النشاط دوريا وبالموازاة مع الأنشطة الأخرى التي ننظمها وخصوصا وأننا نستقبل فنانات وفنانين لهم تجارب يجب أن تُحْكى للأجيال الجديدة، كما يجب أن توثق وتتم مشاركتها عبر وسائل التواصل الحديثة.

* ختاما، نعلم بأن الأفكار والمشاريع هي بناء متكامل الأركان، وأن من بين أسُسِه المهمة هو توفر الدعم المادي الذي يجعل الفاعل الثقافي يركز كل اهتمامه على إبداعه. كيف حالكم مع دعم مشاريعكم الفنية؟

** ربع قرن من العمل المتواصل على الساحة الفنية مكَّن جمعيتنا من كسب ثقة مجموعة من المدعمين العموميين والخواص، لكن حجم تطلعاتنا وما نسعى لإنجازه يفوق دائما حجم ما نتوصل به من دعم. ويبقى الإصرار وروح الفريق هما الضامنان الأساسيان لإنجاح أي نشاط أو مشروع نشتغل عليه.

أجرى الحوار: مولاي محمد الفقيه

Related posts

Top