دينامية كبرى تشهدها المنطقة الصناعية المندمجة أطلانتيك “المنطقة الصناعية الحرة” المحدثة بجماعة عامر السفلية بإقليم القنيطرة، حيث شهدت الأربعاء المنصرم، الانطلاقة الرسمية لوحدتين صناعيتين من كبرى المؤسسات الصناعية في الصين، ويتعلق الأمر بكل من “نكستير أوتوموتيڤ” المختصة في تصنيع أنظمة توجيه الطاقة لمجموعة پوجو سيتروين، وكذلك أنظمة القيادة لمجموعات فيات كرايسلر وپي إس أي ومجموعة رونو نيسان ميتسوبوشي، وكذا مجموعة “سيتيك ديكاستال”، المختصة في إنتاج عجلات الألومنيوم باستثمارات بلغت 350 مليون يورو (402 مليون دولار)، في أكبر استثمار للصين في المغرب.
توطين هاتين الوحدتين الصناعيتين بالمغرب، واللتين تنتظمان ضمن لائحة من 27 وحدة للمجموعة موزعة عبر العالم، يعد الأول من نوعه داخل القارة الإفريقية، وهو يندرج في إطار تنزيل مضامين اتفاق الشراكة الإستراتيجية التي تجمع المغرب بالصين والتي وقعت بين البلدين خلال الزيادة التاريخية التي قام بها في ماي عام 2016 جلالة الملك محمد السادس إلى الصين تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ”، حسب ما أكده وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي.
كما يأتي هذا التوطين في إطار تنفيذ المبادرة المقترحة من قبل الصين عام 2013، ممثلة في “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” و”طريق الحرير البحري للقرن الـ21″، والتي تهدف عبرها الصين إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا مع أفريقيا وأوروبا على طول المسارات التجارية لطريق الحرير القديم، وفق ما أفاد به السفير الصين بالمغرب، في كلمة له بخصوص الموضوع.
وقال وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، خلال حفل نظمته مجموعة “نكستير أوتوموتيڤ”، بمناسبة الانطلاقة الرسمية لإنتاجها، إن الأمر يرتبط بالتنزيل الفعلي لمخطط تسريع التصنيع الذي أعلن عن مضامينه أمام جلالة الملك محمد السادس سنة 2014، معتبرا أن تواجد هذه المجموعة الصناعية الكبرى بأحد المناطق الصناعية المحدثة، يعد ترجمة للثقة التي باتت لدى الفاعلين الاقتصاديين الكبار على المستوى العالمي في المغرب.
وأبدى المسؤول الحكومي الكثير من التفاؤل حيال الانعكاسات الإيجابية التي ستحقق وراء تواجد هذه المجموعة في المغرب، إلى جانب المجموعات الدولية المختصة في إنتاج أنظمة ومعدات التحكم في السيارات وقطع غيار خاصة بالأجيال الجديدة من السيارات، حيث ستضيف اختصاصا جديدا ذا قيمة تكنولوجية عالية سيمكن من تقوية سلسة القيمة و رفع مستوى صناعة السيارات بالمملكة”، وفق تعبير المسؤول الحكومي.
وأعلن العلمي في ذات الكلمة، عن قرار المجموعة التوسع حيث ستحدث وحدة صناعية أخرى، مشددا على التزام المغرب بتقديم دعم قوي لهذا القطاع الذي يتميز بجاذبية وتنافسية بفضل مشاريع صناعية تقودها شركات كبرى، خاصة وأن القطاع يوفر فرص شغل هائلة لشباب ذا تكوين عال .
من جانبه، اعتبر الرئيس المدير العام لمجموعة “نكستير أوتوموتيڤ”، تايو لي، أن الإعلان عن الانطلاقة الرسمية لوحدة المجموعة بالمغرب خطوة أولى على درب الاستثمارات الكبرى للمؤسسة داخل القارة الإفريقية، مشيرا أن الوحدة تتوجه بإنتاجها نحو زبناء بالمغرب وأوربا حيث تعد المملكة جسرا اقتصاديا مثاليا نحو بلدان القارتين الإفريقية والأوربية.
وأكد أن الفرص الاستثمارية التي يقدمها المغرب هائلة، قائلا إن اقتصاد المغرب يتوسع، معبرا عن تقديره للمناخ الجيد الذي وفرته السلطات بمختلف مستوياتها من أجل إقامة هذا الاستثمار.
من جهته، أكد هيرفي بويير، الرئيس المدير العام للمجموعة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أن المجموعة العالمية التي تصنع معدات وقطع غيار ذات قيمة تكنولوجيا متطورة، تحقق 4 مليار في رقم معاملاتها وتشغل نحو 13 ألف مستخدم، عبر شركاتها 27 الموزعة عبر العالم، مشيرا إلى الفرص الفريدة التي يقدمها المغرب كوجهة استثمارية توجد في موقع استراتيجي يمكن من أن يكون جسرا نحو القارات والمناطق ألأخرى عبر العالم، خاصة الأوروبية والإفريقية بالتحديد.
وأفاد أن 80 في المائة من إنتاج الشركة بالمغرب سيوجه للتصدير، خاصة وان المجموعة لها تعاقدات مع زبناء يمثلون ستين شركة موزعة عبر المناطق الرئيسية بالعالم، قائلا إن المجموعة المختصة في صناعة الدواليب ونظم المقود الكهربائية والهيدروليكية والأعمدة التوجيهية وأنظمة الدواليب، فضلا عن أنظمة مساعدة السائق وتقنيات القيادة الآلية للشركات المصنعة للمعدات الأصلية للسيارات، وذلك لفائدة ستين شركة موزعة عبر مناطق الرئيسية بالعالم.
من جانبه، أكد كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني، محمد الغراس، على الطاقات الشابة التي تشتغل بهذه الوحدة الصناعية، حيث أن أغلبهم كفاءات مغربية بينهم فقط 4 أطر أجنبية، مشددا على أهمية برامج التكوين المهني التي تستهدف تأهيل وتطوير كفاءات ومهارات الشباب في مجالات وقطاعات ذات الأولوية، مشددا على الجودة التي باتت تطبع هذه التكوينات.
> فنن العفاني