اعتذر سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، علنا، وأمام نواب الأمة، للمواطنين الذين تأثروا بسبب الارتباك في تزودهم بالماء، في إشارة إلى ساكنة زاكورة التي خرجت احتجاجا على ندرة الماء الصالح للشرب.
وقال سعد الدين العثماني، خلال الجلسة الشهرية بمجلس النواب، مساء أول أمس، “أنا لا أخفي شيئا، وإذا كان هناك خلل في تزويد بعض المناطق بالماء، ستعالجه الحكومة وتتحمل مسؤوليتها”، مؤكدا على أن الحكومة تتوفر على ما يكفي من الإرادة لمعالجة هذه الإشكالية، ومذكرا بالمجهودات التي قامت بها مختلف المصالح المعنية، سواء على المستوى المركزي، أو على مستوى المحلي.
وأفاد رئيس الحكومة أن مشكل الماء تم حله في زاكورة بعد الزيارة التي قامت بها الوزيرة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، إلى عين المكان، والتي أشرفت من خلالها على وضع مجموعة من الإجراءات الاستعجالية لحل مشكل الماء، ووضع عدة إجراءات أخرى لمعالجة الإشكال على المديين المتوسطة والطويل، مشددا على استعداده لعقد أي اجتماع مع وزرائه لاتخاذ التدابير الاستعجالية اللازمة لمعالجة أي مشكل طارئ.
وفي موضوع آخر، أعلن سعد الدين العثماني، عن عزم الحكومة إطلاق حوار وطني موسع، حول السياسة المندمجة المتعلقة بالشباب، بهدف تحسين شروط تكوينهم وإدماجهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
وأورد رئيس الحكومة أن الحوار، المزمع إطلاقه في غضون الشهور المقبلة، سيعتمد على مقاربة تشاركية سيتم من خلالها إشراك البرلمانيين الشباب والمجتمع المدني والجماعات الترابية وشبيبات الأحزاب السياسية، مشيرا إلى وجود برامج واقعية موجهة للشباب، منها رفع نسبة التشغيل بالتعاقد، وتحسين منظومة التحفيز من خلال خلق مقاولات جديدة، وتوسيع المراكز والمؤسسات التي يمكن أن تكون تحت تصرف جمعيات الشباب.
وذكر رئيس الحكومة، بهذا الخصوص، بالأرضية التي تم إعدادها والمتعلقة بالسياسة المندمجة للشباب والتي تم تقديمها من طرف وزارة الشباب والرياضة في اجتماع المجلس الحكومي بتاريخ 26 أكتوبر 2017، وهي أرضية يقول العثماني “تقوم على تصور شامل ومندمج للعرض العمومي الموجه للشباب، ينطلق من تشخيص لواقع هذه الفئة على مختلف الأصعدة، ويأخذ بعين الاعتبار انتظارات وتطلعات الشباب المغربي باختلاف فئاته ومراحله العمرية، بهدف مرافقة الشباب وتحقيق إدماجه الاجتماعي”.إلى ذلك، أفاد سعد الدين العثماني، أن الحكومة بصدد إنشاء 800 ملعب قرب جديد السنة المقبلة، والتي ستوضع رهن إشارة الشباب، وإحداث 19265 منصبا ماليا برسم الميزانية العامة للسنة المالية 2018، بالإضافة الى 20 ألف منصب شغل بالتعاقد على مستوى قطاع التعليم، وتحسين منظومة “تحفيز” لتشغيل الشباب لفائدة الشركات والمقاولات الجديدة التي تشغل 10 أجراء عوض 5 أجراء حاليا، بحيث تتحمل الدولة لمدة سنتين التحملات الاجتماعية لهؤلاء الأجراء، فضلا عن الإعفاء من الضريبة على الدخل.
وفي موضوع الجهوية المتقدمة، أكد سعد الدين العثماني على أن البرنامج الحكومي جعل من ترسيخ الجهوية المتقدمة أحد مكونات محوره الأول نظرا لمكانتها الدستورية والسياسية، وشرعت في تفعيلها عبر إخراج النصوص التطبيقية المتعلقة بها من جهة، كما عملت على التواصل المباشر مع مسؤولي الجهات من خلال الزيارات التواصلية التي اعتمدتها كآلية للإنصات والاستماع عن قرب لمنتخبي مختلف الجهات من اجل الوقوف على الإشكاليات المتعلقة بتنزيل الجهوية واقتراح تفعيل التعاقد بين الحكومة ومجالس الجهات في إطار عقود برامج كآلية لتسريع وتيرة التنمية الجهوية.
وأوضح في هذا السياق، أن أنه في ظرف 6 أشهر صادق المجلس الحكومي، على 32 مرسوما تخص الجماعات الترابية، ثلثان منها يخص فقط المجال الجهوي، معربا عن التزام حكومته بإخراج المراسيم التطبيقية الخاصة بالجهوية، قبل نهاية دجنبر المقبل، مشيرا إلى أنه ستتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، المصادقة على المرسومين المتعلقين بصندوق التأهيل الاجتماعي، وصندوق التضامن الجهوي.
وعلى مستوى استكمال النصوص القانونية والتنظيمية اللازمة لتفعيل مضامين القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية، شدد العثماني على أن حكومته ستعمل على تسريع وتيرة استكمال الترسانة القانونية المرتبطة بالجهوية، حيث تم، إلى حدود اليوم، يضيف رئيس الحكومة، إصدار 62 مرسوما تطبيقيا للقوانين التّنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية، كما تمت المصادقة مؤخرا على 4 مراسيم أخرى.
وبحسب العثماني، يجري التحضير لإصدار 7 قرارات تنظيمية تهمّ تدبير الوضع الانتقالي للموارد البشرية وممتلكات مجالس العمالات وإحداث مؤسسة الأقاليم والوكيل القضائي للجماعات الترابية وتدبير مالية هذه الأخيرة، وكل ذلك في احترام للآجال القانونية لصدور جميع النصوص المؤطرة للجهوية المتقدمة.

محمد حجيوي