برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا يفتتح مقر مكتبه بالرباط

بمناسبة افتتاح مقر مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا الخميس المنصرم، بالرباط والذي يعد الأول من نوعه في القارة الإفريقية، أعرب وكيل الأمين العام، مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، عن شكره للمغرب على «دعمه الثابت» لعمل هذا المكتب الهادف إلى تعزيز قدرات ومهارات الدول الأعضاء لدحر آفة الإرهاب.
وقال فورونكوف في بيان:»إن مكتب البرنامج لن يجعلنا أكثر قربا من المستفيدين فحسب، بل سيسمح لنا أيضا بالاستفادة من الخبرة والمعرفة التي راكمها المغرب والدول الأعضاء الأخرى والمنظمات في المنطقة التي تملك خبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب».
وسيعمل مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا على تطوير وتنفيذ برامج معتمدة تهدف في المقام الأول إلى بناء القدرات وتنمية المهارات في مجال مكافحة الإرهاب، ولا سيما من خلال الأمن والتحقيقات والمتابعات القضائية وإدارة السجون والحدود وإعادة التأهيل و الاندماج.
وسيعتمد المكتب على استثمار خبرات المغرب و مكتب الامم المتحدة لمكافحة الإرهاب من أجل توفير تدريب جيد لفائدة الدول الإفريقية، وفق نهج تشاركي وموحد يعكس روح المسؤولية الجماعية.
من جهته، أعرب رئيس مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا ، كارلوس مونتيرو ريس، عن امتنانه للمملكة لقبولها استضافة المقر الرئيسي لهذا المكتب بالرباط، مشيرا إلى أن هذا الأخير شرع فعليا في تطوير برامج تدريبية خاصة بشرطة مكافحة الإرهاب وإدارة أمن الحدود.
وأفاد أيضا بأن المكتب سيعمل بشكل وثيق مع باقي الهيئات التابعة للأمم المتحدة ، بما في ذلك المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب وشرطة الأمم المتحدة ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة.
من جانبه، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن افتتاح مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا بالرباط ، ينسجم مع توجه المغرب والتزامه ، في ظل القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، تجاه قارته.
وأضاف بوريطة في كلمة خلال حفل افتتاح مقر هذا المكتب ، الأول من نوعه في إفريقيا، أن هذا الحدث «ينسجم بشكل طبيعي مع توجه المغرب والتزامه تجاه إفريقيا ،تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كما يؤكد دور المملكة كقطب إقليمي ، مشيع للاستقرار والأمن في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل بشكل خاص، وعلى صعيد القارة برمتها».
وتابع بوريطة قائلا، إن الأمر يتعلق ب»مثال ساطع» للتنسيق الممكن بين دولة عضو والأمانة العامة للأمم المتحدة لتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، وتعبير ملموس عن كون «النهج العملي في التدريب وتبادل الخبرات والممارسات الفضلى لا يقل أهمية عن الالتزام السياسي».
وأكد الوزير أن «التنسيق هو في حقيقة الأمر، أساس مكين لمحاربة ظاهرة عابرة للحدود مثل الإرهاب»، مشيرا إلى أن المغرب سينهض «بشرف والتزام» بهذه المسؤولية «كمحتضن طبيعي» لمكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا.
وتوقف الوزير في هذا السياق، عند التحديات الأمنية الرئيسية التي تواجه القارة ، مبرزا «المنحى المنذر بالخطر للتهديد الإرهابي المتعاظم في إفريقيا».
وأشار إلى أنه «منذ أزيد من عقد من الزمن، كان ي نظر إلى الإرهاب على أنه تهديد خارجي إفريقيا. واليوم ، وجد الإرهاب موطئ قدم له في القارة» ، مشيرا إلى أنه «في الوقت الذي تركزت فيه جهود مكافحة الإرهاب على أجزاء أخرى من العالم ، اعتقد البعض أن معظم أنحاء إفريقيا كانت في مأمن من انتشار هذه الآفة».
وحذر بوريطة من أن أربع مجموعات إرهابية رئيسية موجودة في إفريقيا ، مع عشرات الجماعات الموالية لها ، والتي تنشط في أكثر من 25 دولة إفريقية ، مضيفا أن القارة لم تعد مجرد بؤرة للمقاتلين الإرهابيين الأجانب ، ولكنها أصبحت ملجأ للإرهابيين الذين نفذوا ، في عام 2020 وحده ، نحو 7108 اعتداء قتل فيه 12519 ضحية.
وسجل أن منطقة الساحل والصحراء في طريقها لتصبح ثاني أكثر المناطق تضررا من الإرهاب في العالم ، مشيرا إلى أن عام 2020 كان «الأكثر دموية من حيث العنف الإرهابي» في المنطقة ، حيث بلغ عدد القتلى 4250 ، بزيادة قدرها 60 بالمائة مقارنة بعام 2019.
وأشار بوريطة إلى أن الانعكاس الاقتصادي للإرهاب في إفريقيا خلال السنوات العشر الماضية بلغ 171 مليار دولار ، بما في ذلك 13 مليار دولار في عام 2019 ، موضحا أن التكلفة الاقتصادية للعنف الإرهابي تضاعفت بتسع مرات منذ عام 2007.

Related posts

Top