بعد منع الصحافة المكتوبة، الجزائر تقصي “دوزيم” والإذاعة الوطنية

تواصل السلطات الجزائرية تدخلها في المسائل التنظيمية للدورة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي انطلقت يوم السبت الماضي بمدينة وهران وتستمر إلى غاية 5 يوليوز المقبل، وتحديدا عندما يتعلق الأمر بكل ما هو مغربي.
فحسب الأصداء القادمة من الجارة الشرقية التي لا يتردد مسئولها في إظهار الكم الكبير من الحقد والعداء والكراهية للمملكة المغربية، تم إقصاء الطاقم الصحافي للقناة الثانية (دوزيم) والإذاعة الوطنية من تغطية من الألعاب، حيث رفضت تسليمهم الاعتمادات رغم توصلهم بتأكيد التسجيل.
وحسب صفحة (مرصد الرياضة المغربية) على موقع التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، فإن وزارة الخارجية الجزائرية هي من تؤشر على الموافقات لتغطية الألعاب، وليس اللجنة المنظمة المحلية التي تكتفي فقط بتنفيذ أوامر السلطات.
وبهذا، سيقتصر تواجد الإعلام المغربي على الطاقم الصحفي لقناة الرياضية، في خطوة جديدة تعكس تخلف السلطات الجزائرية وجهلها التام فيما يتعلق بتنظيم الأحداث الرياضية وفق المواثيق الأولمبية التي تقطع الطريق تماما على أي تدخل سياسي -مهما كان- في منافسة رياضية.
وكانت الجزائر قد تذرعت بحجج واهية حتى تمنع الوفد الصحافي المغربي المكون من 9 أفراد، من تغطية هذه الدورة، بل إنها رفضت حتى مغادرتهم للمطار، حيث ظلوا عالقين فيه لما يناهز 24 ساعة، قبل أن يضطروا للعودة إلى أرض الوطن عبر رحلة مرهقة وشاقة من وهران إلى تونس (استقبلهم سفير المغرب هناك)، ثم إلى الدار البيضاء.
وفي سياق متصل، انطلقت الألعاب المتوسطة على وقع فضائح تنظيمية تؤكد على أن هذا البلد غير جاهز بتاتا لتنظيم حدث رياضي على كافة المستويات، خاصة مع افتقاره لأدنى المتطلبات لتنظيم حتى بطولة صغيرة للغاية.
فقد تعرض ملاكم كرواتي إلى حالة تسمم غذائي أجبرته على الانسحاب من دور ثمن وزن أقل من 75 كلغ، ونفس الأمر لملاكمة أخرى، في وقت اشتكى جل الرياضيين من سوء التغذية، بل إنهم اندهشوا من غياب قنينات الماء في الغرف بمقر الإقامة، ناهيك عن سوء النظافة وغياب الإنارة في الممرات وأشياء أخرى كثيرة.
وسبق للاعبة منتخب الكرة الطائرة الإسباني كارلوتا كونراغو أن سخرت من الطعام المقدم لهن في مقر الإقامة، مشيرة إلى قرار منعهم من الخروج بعيدا عن أماكن المنافسة أو التدريب، تحت ذريعة “دواع أمنية”.
يذكر أن الجزائر باتت في العقود الأخيرة خارج البلدان التي يمكن ترشيحها لتنظيم بطولات في مختلف الرياضات على المستوى الإفريقي بسبب غياب البنية التحتية من ملاعب رئيسية أو أخرى للتدريب وفنادق وشبكة موصلات وغيرها، وباتت تكتفي بتنظيم تظاهرات إقليمية محدودة، ولا تحلم حتى بفكرة الترشح لاستضافة حدث رياضي دولي.

بيان اليوم

Related posts

Top