من أجل الإطلاع على وضعيتي كزبون وسداد ما قد يكون في ذمتي من فاتورات متأخرة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، توجهت إلى وكالة الخدمات التابعة لهذه المؤسسة والكائنة ببوسكورة، كان ذلك حوالي الساعة الثانية بعد الزوال من يوم الثلاثاء الماضي.
استرعاني كثيرا مدى التقيد بالتدابير الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا بداخل هذه الوكالة، الجميع ملتزم بوضع الكمامة الواقية من الفيروس وباحترام مسافة التباعد، بل وحتى بعض الكراسي تم وضع أشرطة بلاستكية لاصقة عليها، تفاديا لجلوس الزبناء بالقرب من بعضهم.
انتظرت حتى حان دوري، فتقدمت إلى المكتب المعني، ناولت الفاتورة للمستخدم الجالس على كرسيه، وهو في أقصى ما يكون من تطبيق للتدابير الوقائية من الفيروس، فراغ إلى جهاز الحاسوب أمامه ليسجل المعطيات المتعلقة باشتراكي، وليرد علي بصوت جهوري: «ستمائة».
انصدمت عند سماعي هذا الرقم المجرد من أي تعريف نقدي، فاستفسرت المستخدم «600 ..آش» ليجيبني بعد ذلك «ستمائة ريال». همهمت باستغراب «ريال»، فالمألوف في المؤسسات المالية التعامل بالدرهم.
انشرحت بعد ذلك، وقلت مع نفسي الحمد الله على سلامتي، فلو كان المبلغ بالدرهم لكان ذلك فعلا رزية، كوني لم استهلك من الكهرباء ما يستوجب أداء 600 درهم.
بخفة أخرجت مبلغ 100 درهم وناولته للمستخدم، فما كان منه سوى أن أرجع لي مبلغ 70 درهما بقية الصرف.
هممت بالانصراف، فسمعته يطلب مني التريث حتى آخذ وصل الأداء. في الحقيقة لم أكن اعرف سبب تعجلي في مغادرة المكان. ربما من تأثير الصدمة التي أخذت في البداية.
مباشرة بعد خروجي من باب الوكالة، رأيت بعض الزبناء يتفحصون وصولات الأداء، لم أحفل بأمرهم، لكون المبلغ الذي أديته أنا كان زهيدا جدا.
تابعت سيري، إلى أن خطر ببالي أن اطلع على بيانات وصل الأداء، فربما أكون قد وقعت ضحية زيادة ما ؟. أخرجت الورقة المعلومة من جيبي، فوجدتها تحمل تاريخ 08/12/2020 الساعة 14:01:29 رقم الأداء: 880018830609، أما المبلغ المؤدى فلا يتجاوز 27.78 درهما.
في البداية لم أكن أرغب في أن أولي الأمر أهمية، بالنظر لحجم الزيادة الذي لا يتعدى 2.22 دراهم، غير أن ما أثارني فعلا وجعلني أتساءل، هو لماذا قال لي المستخدم «ستمائة» هكذا دون تعريف نقدي، هل كان يقصد من ذلك التأثير علي وتشتيت انتباهي حتى لا أركز على وصل الأداء لمعرفة مدى مطابقة المبلغ المستخلص لما دفعته له نقدا؟.
ولماذا قال لي 600 ريال، وهو يعلم أن المبلغ الواجب أداؤه هو 27.78 درهما. وهل ما فعله معي يعتبر سلوكا دائما يخضع له جميع الزبناء، وإن كان كذلك، فكم المبالغ المالية التي سيتحصل عليها في كل يوم بل وفي كل شهر؟.
خلاصة القول من كل هذه الأسئلة، أن هذا السلوك شاذ ويضرب في العمق مبدأ الشفافية في التعامل مع الزبناء، مما يفرض على مسؤولي المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب مراقبة مدى تقيد بعض المستخدمين بالوكالة بهذه القاعدة الأساسية، صونا لجيوب الزبناء.
> سعيد أيت اومزيد