تواضع “شاكلا” ومضمونا…

كان الفريق الوطني المغربي لكرة القدم محظوظا، بتجنبه الخسارة أمام منتخب الغابون، في مباراة عن الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لكأس إفريقيا للأمم التي تحتضنها الكامرون.
مستوى باهت، ظهرت به العناصر الوطنية، ورطت إلى درجة كبيرة المدرب وحيد خاليلوزيتش، صاحب النظريات والأساليب الغريبة والعجيبة، سواء على الاختيارات البشرية أو النهج التكتيكي.
وتماما كما كان ذلك خلال مقابلتي غانا وجزر القمر، واصل وحيد مسلسل التجريب والتغيير الذي لا ينتهي، معتقدا أنه قادر على مواصلة النتائج الإيجابية، بنفس السهولة التي صادفته في مباراتي الجولتين الأولى والثانية.
هذا المدرب اعتقد وهو مخطئ، أن منتخب الغابون غير قادر على المنافسة، بفضل كثرة الغيابات والوضعية المهزوزة التي يعيشها من الداخل، وعلى هذا الأساس، قام بتغييرات وأدخل لاعبين يظهرون لأول ضمن منافسات “الكان”، والنتيجة اجتياح غابوني، كان من الممكن أن يأتي على الأخضر واليابس، لولا وجود حارس متمكن، ألا وهو منير لمحمدي، وحرفية سفيان بوفال، وروعة أشرف حكيمي.
هذا الثلاثي كان حاسما، أنقد المنتخب المغربي من هزيمة محققة، كان من الممكن أن تجعله في وضعية صعبة على جميع المستويات، وتزيد من الصعوبات التي يواجهها منذ حلوله بالديار الكامرونية، رغم الوسائل المتاحة التي وفرتها إدارة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والتي لم تترك أية شيء للصدفة.
فمنذ البداية، ظهر أن اختيارات وحيد غير متوازنة، بل غير موضوعية تماما، لافتقادها المنطق السليم، فلا يعقل أن يعتمد في اختياراته على منهجية واحدة، تركز بالمطلق على اللاعبين الممارسين بالدوريات الأوروبية، فشاكلا وماسينا وبرقوق وغيرهم، غير قادرين على تقديم الإضافة المطلوبة، بينما هناك لاعبون محليون مجربون، بإمكانهم تقديم مستوى أفضل، مما تتبعناه في المباريات الثلاثة، كما أن القيدوم فيصل فجر، فقد منذ مدة القدرة على التمثيل الدولي، فلماذا الإصرار إذن على حضوره مثل هذه المناسبات التي تتطلب المنافسة على أعلى مستوى؟
بالفعل كانت العناصر الوطنية محظوظة، بالتأهل للدور الثاني كمتزعم للمجموعة الثالثة، متقدمة على الغابون ومنتخب جزر القمر، هذا الأخير تمكن من تحقيق مفاجأة مدوية بإقصائه لكتيبة “النجوم السوداء”.
وبالرغم من التطمينات التي كان يبعثها المدرب بعد كل عرض متواضع، فإن الأمور ليست على ما يرام ولا تبعث أية إشارة اطمئنان، إذ يسود القلق أوساط الجمهور الرياضي الوطني الذي يعيش الصدمة من جراء ضعف المستوى الصادم الذي يقدمه لاعبو المنتخب المغربي، “شاكلا”ومضمونا.
ننتظر تجاوز وحيد تعنته، والتراجع عن إصراره في اختيارات تؤكد التجربة أنها غير سليمة، بالرغم من التحجج بتحقيق نتائج إيجابية، إلا أنه ليس في كل مرة تسلم الجرة، وهو مطالب بإلغاء طريقة المحاباة التي يتعامل بها مع بعض اللاعبين، وخاصة يوسف النصيري الذي يصفه بالمهاجم الأول بالمنتخب الوطني، بينما يتم إقصاء سفيان رحيمي أفضل لاعب بكأس أمم إفريقيا للمحليين، والذي يقدم عطاء متميز بالدوري الإماراتي.

محمد الروحلي

Related posts

Top