جرائم بصيغة المؤنث

ارتبطت الجريمة عموما بالرجل، والدليل على ذلك، أن أغلب السجون مكتظة بهم، فيما ظلت نسبة النساء المجرمات ضئيلة جدا مقارنة مع الرجال. لكن الملاحظ، أنه في العقدين الأخيرين، بدأ الحديث عن الجريمة بصيغة المؤنث يعرف تصاعدا، وهذا مرده، إلى كون الجرائم التي كانت مقصورة على الرجال، أضحت مشتركة وبدأت تعرف تورط النساء بدورهم، حيث تزايدت جرائمهن في مجال السرقة وتهريب المخدرات والدعارة والقوادة وقتل أزواجهن بل أبنائهن أيضا. وقد بيّنت بعض الدراسات أن المرأة في المغرب والجزائر وتونس مسؤولة عن نحو 6 في المائة من الجرائم مقارنة بالجرائم التي يرتكبها الرجل. وهذا ما جعل العديد من النساء خلف القضبان.
وهكذا لم يعد السجن خاصا بالرجال، كما كان في الماضي، بل أصبحت المرأة تتقاسمه مع الرجل ، إذ   بلغ مجموع  الساكنة السجنية  بالمغرب  خلال سنة   2019  ، 86 384  سجينا ضمنها 2,34  في المائة نساء، حسب تقرير المندوبية العامة للسجون لسنة 2019، ولتقريب القارئ من الجرائم المقترفة بصيغة المؤنث، سنكشف في هذه الحلقات عن مجموعة من النساء المجرمات اللواتي اشتهرن بجرائمهن، سواء داخل المغرب أو خارجه.
< إعداد: حسن عربي

الحلقة 13

الأميركية سوزان سميث التي حكم عليها بالسجن مدى الحياة

قاتلة الأطفال الصغار بمساعدة زوجها

رغم أنها ارتكبت واحدة من أفظع الجرائم التي يمكن أن يرتكبها إنسان: قتل الأبناء، فإن سلوكها الإجرامي لم يتوقف خلف القضبان لسنوات طويلة.
 إنها الأميركية سوزان سميث، التي حكم عليها بالسجن مدى الحياة، بعد إدانتها بقتل طفليها إغراقا في بحيرة بولاية ساوث كارولينا، في تسعينيات القرن الماضي.
 لكن وفقا لصحيفة “صن” البريطانية نقلا عن تقارير إعلامية أميركية، فإن الأم القاتلة بدأت تحسن من سلوكها في السجن وتقلص احتكاكها مع بقية النزيلات والموظفين، في خطوة تهدف إلى الحصول على عفو قريبا.
 وكشف مصدر في السجن الذي تقبع فيه الأم، أنها “عازمة على تغيير حياتها وتحسين سلوكها، لأن ذلك شرطا أساسيا للإفراج المشروط “.
 وتصدرت الأم عناوين الصحف ونشرات الأخبار في الولايات المتحدة في التسعينات، حينما زعمت أن رجلا أسود سرق سيارتها وبداخلها طفلاها. ولمدة 9 أيام، ظهرت الأم باكية وناشدت السلطات من أجل عودتهما سالمين.
 لكن روايتها لم تصمد كثيرا، واعترفت في نهاية المطاف بأن السرقة حادث من نسج خيالها، وقالت إنها تركت السيارة تغرق شيئا فشيئا ليموت الطفلان بداخلها، وكانت قد ربطتهما بمقود السيارة حتى لا يحاولا الفرار، في جريمة شديدة البشاعة. وكان عمر أحد الطفلين 3 أعوام، فيما كان عمر الثاني 14 شهرا فقط.
 وذكرت تقارير حينها أنها قتلت طفليها لكونها كانت تواعد رجلا لا يرغب بوجودهما في الأسرة.
 وحتى بعد إدانتها بالسجن مدى الحياة، لم تتوقف عن ارتكاب المخالفات والجرائم في محبسها، إذ كانت تتعاطى المخدرات، كما مارست الجنس مع حراس السجن، مما أدى إلى تعرضهم لعقوبات الحبس أيضا.

Related posts

Top