جمعيات تنتقد غياب النساء عن المكتب الجديد للنقابة الوطنية للتعليم العالي

عبرت عدة جمعيات نسائية عن قلقها الشديد واستغرابها الكبير لنتائج انتخابات المكتب الأخير للنقابة الوطنية للتعليم العالي، حيث تم تغييب التمثيلية النسائية بصفة تامة وتم تشكيل لائحة من 19 رجلا، حصريا، وبنسبة صفر امرأة، رغم ترشح عدد من النساء لعضوية المكتب، ورغم مصادقة المؤتمر 11 للنقابة على عدة تعديلات بالقانون الأساسي ومن بينها الرفع من التمثيلية النسائية، في أفق المناصفة، بالأجهزة التنظيمية محليا وجهويا ووطنيا وذلك تماشيا مع دستور البلاد.

واعتبرت كل من فدرالية رابطة حقوق النساء، واتحاد العمل النسائي، وجمعية جسور ملتقى النساء المغربيات، والجمعية المغربية لمناهضة العنف، في بلاغ مشترك توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن غياب النساء عن تشكيلة المكتب يشكل “خرقا للدستور”، ويسير في الاتجاه المضاد لجميع التراكمات الحقوقية والنسائية التي حققتها بلادنا في مجال مشاركة وكفاءة وتمثيلية النساء في مواقع ودوائر المسؤولية والقرار.

كما وصفت الجمعيات المذكورة هذا التراجع بـ”الصدمة الكبرى” للحركة النسائية، وبالانحراف في مسار النقابة الوطنية للتعليم العالي التي يفترض، كما يقول البلاغ أن تعطي المثل وتكون “في مقدمة القوى الممارسة لمبدأ المناصفة ولقيم المساواة كضرورة وكرافعة لمجتمع ديمقراطي حداثي منفتح”.

ووجهت هيئة التنسيق الوطنية للجمعيات النسائية انتقادها للأحزاب الممثلة في النقابة الوطنية للتعليم العالي متسائلة عن مدى تحقيقها لشعارات المساواة في هذا الاستحقاق الذي يهم الجامعة والتي تعتبر، كما يقول البلاغ، مؤسسة لإنتاج النخب الفكرية المتنورة والمتشبعة بقيم المساواة والنضال الثقافي من أجل إشاعتها وترسيخها في المجتمع. وعبرت الهيئة بالمناسبة عن قلقها من هذا الانحدار الذي تعرفه الجامعة، داعية إلى إعادة النظر في تشكيلة المكتب من زاوية التمثيلية النسائية.

وكانت النقابة الوطنية للتعليم العالي قد عقدت مؤتمرها الوطني الحادي عشر في أواخر شهر أبريل الماضي، والذي أسفر عن انتخاب لجنة إدارية مكونة من 107 أستاذا وأستاذة، أفرزت بدورها مكتبا وطنيا مكونا من 19 أستاذا، وذلك على الرغم من ترشح عدد من الاستاذات المنتخبات ضمن اللجنة الإدارية للمكتب الوطني. وهو الأمر الذي أثار سخطا في صفوف النخبة النسائية الممثلة داخل النقابة وكذا لدى عدد من المتتبعين الذين اعتبروا ما حدث بمثابة “ردة” في النقابة التي كان يضم مكتبها السابق أستاذتين ضمن 13 عضوا، فيما تم رفع التشكيلة في المكتب الحالي إلى 19 عضوا مع 0 تمثيلية للنساء.   

> سميرة الشناوي

Related posts

Top