جيل جديد من المبدعين -الحلقة 1 –

 كانت الأسماء الإبداعية في مختلف المجالات: القصة، الشعر، المسرح، التشكيل.. إلى غير ذلك، حتى وقت قريب، معدودة جدا، إلى حد أنه يمكن تذكر أسمائها دون عناء، بالنظر إلى أن الساحة الثقافية كانت لا تزال بكرا، إذا صح التعبير، غير أنه في العقدين الأخيرين على الأقل، تضاعف حضور المبدعين على اختلاف اتجاهاتهم.

 في هذه السلسلة، تفتح جريدة بيان اليوم، على امتداد الشهر الأبرك، نافذة للإطلالة على عوالم الأسماء البارزة الممثلة للجيل الجديد، وللإصغاء إلى انشغالاتها وطموحاتها.

الممثلة سهام الزبير : لا يجب علينا أن ننتظر شهر رمضان لكي نقدم إنتاجاتنا الفنية

الممثلة المغربية سهام الزبير، درست المسرح واحترفته، تتلمذت على المسرحي الراحل محمد سعيد عفيفي بالمعهد البلدي بالدار البيضاء، صقلت تجربتها في بعض العروض المسرحية للمرحوم عبد القادر البدوي “رأس الدرب”، شاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية والدرامية، للمخرجة فاطمة بوببكدي: رمانة وبرطال، الذويبة. انضمت إلى فرقة مسرحية تابعة للجماعة الحضرية للدار البيضاء، حيث تشارك في عرضها الجديد “طيور الظلام”.

* كيف تم انخراطك في ممارسة المسرح وفي أي ظروف؟

– عشقي لفن التمثيل وللمسرح بصفة عامة، يعود إلى سن الطفولة، حيث أن عائلتي كان لها اهتمام بهذا الفن، وهي التي حببته إلي، فقد كان والداي يصحبان معهما إلى قاعة مسرح كانت متواجدة في حديقة الألعاب، وكنت أجدني منجذبة إلى مشاهدة العروض المسرحية أكثر من عروض الألعاب التي كانت تتوفر عليها الحديقة، وقد أتاحت لي هذه الفرصة منذ سن مبكرة كما سبق أن قلت، للتشبع بالفن المسرحي.

*ماذا كانت أول مشاركة لك في عمل مسرحي؟

-أول تجربة لي في الممارسة المسرحية حسب قواعدها الاحترافية، كان في مسرحية “رأس الدرب” لفرقة عبد القادر البدوي. كانت هذه التجربة نقلة نوعية في حياتي الفنية، ومن ثم تأكد لي أن مصيري سيكون وثيق الصلة بفن المسرح.

 إن المسرح يجري في دمي منذ الصغر، وهو ما دفعني لكي أدرس هذا الفن، وكان ذلك في المعهد البلدي بالدار البيضاء. من بين الأساتذة الذين درست عندهم، أذكر سعيد عفيفي رحمة الله عليه، الذي كان كما هو معروف -فضلا عن تدريسه للمسرح- ممثلا مسرحيا مرموقا، كما درست عند الأستاذ بوشعيب الطالعي أمد الله في عمره.

*ماذا كان موضوع مسرحية “رأس الدرب” وما هو الدور الذي شخصته؟

– كان الموضوع يدور حول مشاكل الشباب الذين سدت في وجوههم أبواب الشغل، وكنت أنا ضمن هؤلاء الشباب، لقد تطرقت المسرحية إلى العديد من المشاكل الاجتماعية المترتبة عن البطالة. لقد قدم هذا العرض في أوانه، سيما وأن أفواج العاطلين بدأت تتضاعف.  

* بالإضافة إلى المسرح، برز اسمك في الدراما التلفزيونية، نود أن تقربينا من هذه التجربة؟

– شاركت في العديد من المسلسلات التفزيونية الدرامية، سيما تلك التي قامت بإخراجها الفنانة فاطمة بوبكدي، التي يرجع لها الفضل في منح إشعاع لشخصي، من بين هذه الأعمال، أذكر بالخصوص: “الذويبة، الكمين، رمانة وبرطال..”، أركز بالخصوص على مسلسل “الكمين” الذي كان قد صور في إفران وكان باللغة الفصيحة، سيما وأنه لم ينل حقه من الاهتمام من طرف المتتبعين.

 *ما هي المقارنة التي تضعينها حول تجربتيك في المسرح والدراما التلفزيونية؟

-هناك فرق شاسع، بالنسبة للمسرح، يتم هناك لقاء مباشر مع الجمهور، ليس هناك فرصة لإعادة المشهد كما في الدراما التلفزيونية، وهو ما يمنح إحساسا جميلا فوق الخشبة. الدراما التلفزيونية تتيح انتشارا أوسع، وهي منفتحة على جميع الطبقات.

بالإضافة إلى ذلك، كانت لي مشاركة في السينما، سيما فيلم “نصف سماء” للمخرج المغربي عبد القادر لقطع، وهذا الفيلم مأخوذ عن قصة للكاتب المغربي المعروف عبد اللطيف اللعبي.

*سيكون لك حضور في البرمجة الرمضانية لهذه السنة؟

– شاركت في حلقتين من برنامج “مداولة” الذي تعده القاضية رشيدة أحفوظ والذي يعرض بعض قضايا المحاكم. لم يتم بعد بث هاتين الحلقتين، لكن من المرتقب أن يتم عرضهما في هذا الشهر الكريم.

*ما رأيك في مستوى ما يعرض من إنتاجات وطنية خلال رمضان؟

– هناك تفاوت في المستوى، على العموم، أتمنى أن يتم الارتقاء بهذه الإنتاجات، من خلال التطرق إلى القضايا الاجتماعية الراهنة. لا يجب علينا أن ننتظر شهر رمضان، لكي نقدم إنتاجاتنا الفنية.

أتمنى كذلك أن لا يظل هذا الميدان حكرا على أسماء بعينها سواء من الرواد أو من الأجيال الجديدة، طبعا لا ينبغي أن نغفل عن الوضع الاعتباري للرواد، يجب إعادة الاعتبار لهم، فهم الذين سلموا لنا المشعل، أتمنى أن يشتغل الجميع، لأجل الاستفادة والتلاقح وتبادل التجارب.

* ما هي الأسماء التي تشكل قدوة بالنسبة إليك في عالم المسرح والدراما التلفزيونية؟

– المرحوم محمد البسطاوي، كان يجتهد في تشخيص أدواره، وكان يولي اهتماما كبيرا للمظهر الخارجي وللبعد النفسي للشخصية التي يقوم بتقمصها.

*على ذكر البسطاوي، ما رأيك في القرار الذي اتخذه ابنه الفنان هاشم، المتمثل في اعتزال التمثيل، خصوصا وأنه لا يزال في مقتبل العمر؟

– ربما يرجع ذلك إلى قناعة شخصية لديه، لا نعرف السبب، هو الذي يحتفظ بالسر الذي دفعه إلى اتخاذ هذا القرار الذي نأسف له.

*هل هناك اسم آخر يشكل قدوة بالنسبة إليك، خاصة من العنصر النسوي؟

– هناك سعاد صابر التي تبهرني بأدائها المفعم بالحنان، إنها أفضل في نظري من يؤدي دور الأم من بين الفنانات المغربيات، كما أنني معجبة بالفنانة نعيمة المشرقي، بالنظر إلى صوتها الهادئ.

 *ما هو جديد مشاركاتك على مستوى المسرح؟

-أشارك حاليا في مسرحية جديدة بعنوان “طيور الظلام” التي تتناول موضوع الإدارة الفاسدة، تجري وقائع المسرحية في مأوى المكفوفين، أنا أقوم بتشخيص دور بنت كفيفة، المسرحية تمثل الخروج من عالم الظلام إلى عالم النور. فرقتنا المسرحية تابعة لجماعة الدار البيضاء، مما يجعلنا نشتغل في ظروف مستقرة، إنها فرقة محترفة حديثة العهد، تتألف من أساتذة المسرح، وقد شرعنا في تقديم عروض هذه المسرحية ابتداء من 30 مارس المنصرم.

إعداد: عبد العالي بركات

Related posts

Top