شب، مساء أول أمس الاثنين، حريق بغابة المضيق الفنيدق على مستوى نقطة “كدية الطيفور”، حيث أدت إلى إتلاف الغطاء الغابوي على مستوى كابو نيكرو، كما اقتربت من عديد من المداشر والأحياء على مستوى المدينة.
وخلف الحريق في ساعاته الأولى خسائر مادية وبشرية، إذ لقي ثلاث عناصر من الوقاية المدنية حتفهم فيما أصيب اثنان آخرين إثر انزلاق شاحنة خاصة لإطفاء الحرائق بإحدى المنحدرات وسط غابة “كدية الطيفور”.
وفي بلاغ لها، أعلنت السلطات أن 3 من أفراد المديرية العامة الوقاية المدنية لقوا مصرعهم، أمس الاثنين، فيما أصيب اثنان آخران بجروح بليغة إثر سقوط المركبة التي كانوا يستقلونها في منحدر وادي أثناء أدائهم لواجبهم المهني في مكافحة الحريق الغابوي المسجل بغابة “كدية الطيفور” الواقعة بتراب عمالة المضيق-الفنيدق.
وأشار بلاغ السلطات أنه جرى نقل المصابين إلى وحدة استشفائية متخصصة بمدينة طنجة لتلقي العلاجات الضرورية.
وبالموازاة مع ذلك، أعلنت السلطات، أيضا، عن توقيف 4 اشخاص يشتبه في تسببهم بإضرام النار بالغابة المذكورة، حيث أفاد بلاغ للسلطات أن التحريات الأولية مكنت عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بالمضيق-الفنيدق، ليلة الاثنين من توقيف أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 30 سنة، وذلك للاشتباه تورطهم في إضرام النار عمدا وإحداث خسائر مادية بملك غابوي تابع للدولة.
وأفادت المديرية العامة للأمن الوطني، أنه جرى توقيف المشتبه فيهم على خلفيات الأبحاث والعمليات الأمنية المكثفة التي أعقبت تسجيل اندلاع حريق بغابة “كدية الطيفور” المحاذية لمدينة المضيق، والتي أظهرت تواجدهم بعين المكان وإضرامهم للنار بهذه المنطقة الغابوية، وذلك لأسباب، قالت إن “الأبحاث تعكف حاليا على تحديد مدى ارتباطها بخلفيات إجرامية”.
وأوضحت السلطات أنه جرى الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تجريه المصلحة الولائية للشرطة القضائية بإشراف من النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد باقي الظروف والملابسات المحيطة بهذه القضية.
هذا وخلف الحريق الذي اندلع بغابة المضيق خسائر جسيمة في الملك الغابوي للمدينة، حيث ناهزت الخسائر في الساعات الأولى لاندلاع الحريق نحو 100 هكتار، فيما تواصل السلطات مجهوداتها من أجل السيطرة على الحريق بعدما اقترب من عدد من الأحياء السكنية والمداشر بإقليم المضيق – الفنيدق.
واستنفر اندلاع هذا الحريق الغابوي بالمضيق الفنيدق كافة السلطات والمصالح المعنية، إذ تم حسب، السلطات المحلية، تعبئة مختلف الموارد البشرية والوسائل والمعدات اللوجيستيكية لمكافحة النيران، بما في ذلك الاستعانة بطائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع “كانادير”.
وكانت السلطات قد أكدت أن جهود فرق التدخل مازالت متواصلة بهدف السيطرة على الحريق ومحاصرته، وتفادي مخاطر وصوله إلى المناطق السكنية، وكذا من أجل حصر الخسائر التي لحقت بالغطاء الغابوي بالإقليم.
يشار إلى حريق غابة “كدية الطيفور” ينضاف لسلسة من الحرائق المتكررة التي شهدتها عدد من مدن الشمال الصيف الجاري، حيث أحصت السلطات خسائر مادية وبشرية بسبب الحرائق، إذ أدت إلى وفاة عدد من المواطنين في حرائق متفرقة، بالإضافة إلى خسائر همت عشرات المباني السكنية وقطعان الماشية، وكذا خسائر فاقت الآلاف الهكتارات من النسيج الغابوي بكل من تازة، تاونات، شفشاون، وزان، تطوان، العرائش، القصر الكبير ثم المضيق، إلى جانب عدد المدن والقرى المجاورة.
توفيق أمزيان