رهان تقوية… الأمل

بعد أن جرى الكشف عن التواريخ المقترحة لتنظيم مختلف الاستحقاقات الانتخابية المقررة هذا العام، دخلت التحضيرات مرحلة جديدة، وبدأت مختلف الأحزاب تكثف تحركاتها وأنشطتها ذات الصِّلة بالإعداد لهذا الموعد الديموقراطي الهام، وهذه أدوارها الطبيعية والعادية.
لا يتعلق الأمر هنا فقط بتحدي مطروح على هذا الحزب أو ذاك، أو أن الأمر مجرد تنافس وسباق لمعرفة من سيفوز بثقة الناخبين ومن سيمنى بالهزيمة، ولكن الأمر لا يخلو من رهان تخوضه البلاد كلها.
إن السياق الزمني الذي تقام خلاله هذه الانتخابات، وتداعيات الجائحة والظروف الصحية والمجتمعية الصعبة، وأيضا تبدلات المحيط الإقليمي والدولي وبداية تبلور معالم ظرفية كونية جديدة ستنجم عن زمن الجائحة، كلها شروط مستجدة، تستدعي اليوم استحضارها والوعي بها، وأساسا  الحرص على منح شعبنا الثقة في بلاده والأمل في المستقبل.
كل المصاعب والمعضلات وتجليات الخصاص والحاجة تنشر اليوم حوالينا اليأس والخيبة، ومن ثم يعتبر التحدي الجوهري المطروح على القوى السياسية الجادة وذات المصداقية هو أن تساهم في إشعاع الأمل وسط شعبنا وشبابنا، وأن تحارب التيئيس والعدمية واللامبالاة.
هذا التحدي ليس سهلا، ولا يمكن للأحزاب وحدها أن تواجهه وتكسبه، ولكن بلادنا لن تربح رهان ذلك دون الإقدام على خطوات شجاعة وإجراءات ملموسة من شأنها تحقيق نفس ديموقراطي وانفراجي عام في البلاد، وتقوية الأمل وسط الشباب بأن دينامية الإصلاح مستمرة ولن يحدث فيها أي تراجع…
وفِي نفس الإطار، يجب أن ينخرط الإعلام السمعي البصري العمومي في إشعاع حوار سياسي وطني ناجع وجدي ومنتج، يستطيع أن يجسد دينامية حوارية تفاعلية في البلاد، وأن يعيد ذلك الاهتمام الشعبي والمجتمعي بقضايا الشأن العام، وأن تتقوى الثقة في المستقبل وفِي الديموقراطية.
وتبعا لما سلف، من الطبيعي أن تقوية الأمل وسط شعبنا لن تتحقق من دون أن تحرص أيضا الأحزاب على انتقاء مرشحات ومرشحين  يمتلكون الكفاءة والمعرفة والنزاهة والمصداقية، ومن دون إشعاع خطاب سياسي وانتخابي رصين ملتزم بالأخلاقيات، ومستحضر للأفق الوطني العام بلا شعبوية فجة أو مزايدات…
إن الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة هذه السنة تمتلك رهان بناء مؤسسات تستطيع إنجاح الإصلاحات في مغرب ما بعد الجائحة، وكسب كل التحديات المطروحة على البلاد، ولكنها أيضا ينتظر منها تمتين الأمل وسط شعبنا، وتعزيز ثقته في وطنه وفِي المستقبل.

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

الوسوم , ,

Related posts

Top