مسؤولو الدار البيضاء يحولون مركزها إلى على بعد أسبوعين عن انطلاق مؤتمر كوب 22 بمراكش بدأت الأحياء المجاورة لحي كاليفورنيا الراقي بالدار البيضاء تعرف ظاهرة غريبة تتمثل في حلول شاحنات في جنح الظلام تفرغ محتويات أحشائها قبل أن يبتلعها صمت الليل.
الظاهرة انتقلت من الليل إلى وضح النهار، مباشرة مع انطلاق مؤتمر الأطراف الذي شاركت فيه العديد من دول العالم وتغنى فيه المغرب بالبيئة وبضرورة الحفاظ عليها.
وذات مساء، حين كان عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس يلقي خطاب الافتتاح لهذا المؤتمر الذي تعلق عليه آمال البشرية الكثير من الآمال، أعلن مسؤولون بيضاويون، دون إذن من والي الدار البيضاء خالد سفير، رفضهم إنقاذ وسط الدار البيضاء من كارثة بيئية بدأت تنشر الأمراض في صفوف الأطفال.
فبقدر ما كان الخطاب الملكي في افتتاح الكوب 22 قويا وواضحا بخصوص جعل الانسان في قلب مكافحة كل العوامل التي تضر بالبيئة، بقدر ما كان جواب هؤلاء المسؤولين بعمالة مقاطعات عين الشق، وبمصالحها الأمنية، وبغيرها من المصالح التي تضم أناس من المفروض أن يرهفوا السمع لشكايات المواطنين، متعنتا ومصرا على السير في الاتجاه المعاكس للخطاب الملكي بل ولخلاصات مؤتمر بيئي بأكمله.
ويبدو أن سلطات الدار البيضاء التي تنعم بميزانية ضخمة تفضل القفز على الحكم السديدة التي جاءت في خطاب الملك، مفضلة مطرحا للأزبال في قلب عاصمة المملكة الاقتصادية على حلول قد تضر بمصالح البعض.
فلا ضرر، بالنسبة لهذه العينة من المسؤولين أن تتراكم الأزبال والنفايات الصلبة والسائلة، ليتقافز على ركامها الصبية، فيما يتقافزون، هم،على صفقات دسمة، ولا ضرر أن يعبق جو كاليفورنيا بالروائح النتنة لعل ذلك يجمع أنواعا مختلفة من الحشرات المضرة التي تنقل الأمراض الخطيرة والمعدية، فيما ينشغلون، هم، بجمع ما يضيق عن الخزائن من أموال لم تجد لها موقعا في المشاريع البيئية.
فهل ستظل نداءات المواطنين صوتا أصما لا يرجعه صدى عمالة عين الشق وولاية الدار البيضاء؟ أم سيتحرك والي الدار البيضاء، تفعيلا للخطاب الملكي الذي أسهب في الحديث عن “فساد الإدارة” في المغرب، وتفعيلا لخلاصات وإعلان مراكش حول البيئة، على الأقل لنعطي المثل للعالم عن نظافة بيتنا الداخلي.
مصطفى السالكي
سلطات العاصمة الاقتصادية تحول وسط المدينة إلى مطرح للأزبال

الوسوم