سلوك حضاري…

بان جمهورا الوداد والرجاء، خلال لقائي فريقيهما برسم الجولة الرابعة من منافسات العصبة والاتحاد الأفريقيين لكرة القدم على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، عن سلوك حضاري راق، يعتبر بحق مفخرة للرياضة الوطنية، إلى درجة لا يمكن تصور وجود الناديين الكبيرين بدون جمهورهما، سواء المتواجد بالدار البيضاء أو باقي المدن المغربية وحتى خارج الحدود.

    خلال مباراة السبت بين الوداد وحريا كوناكري، حضر الجمهور الودادي كالعادة بأعداد كبيرة، شجع إلى آخر ثانية، ساند فريقه بقوة وبطريقة حضارية، ولم يسجل أي سلوك أو تصرف أساء للمباراة، أو للفريق الضيف وجمهوره، كما سهل مهمة المكلفين بالأمن خلال عمليتي الدخول والخروج من الملعب.  

نفس الحضور سجل خلال مباراة الرجاء ضد أسيك ميموزا الايفواري التي جرت يوم الأحد، إلا أن اللافت خلال هذه المباراة التي شاهدها الملايين عبر القنوات التلفزية سواء أفريقيا أو حتى دوليا، تجلي في إقدام محبي الفريق الأخضر، على تنظيف مدرجات الملعب مباشرة بعد انتهاء المباراة.

إنه بالفعل سلوك حضاري يعبر عن روح رياضية عالية وقيمة راقية يجب أن يحتدى  بها  من طرف باقي الجماهير المغربية بجل الملاعب الوطنية، مما خلف ردود فعل جد ايجابية من طرف كل المتتبعين والأوساط الرياضية عموما. 

   اعتبر الكثيرون مبادرة الجمهور الرجاوي تقليدا لما يقوم به مشجعو كرة القدم في اليابان من تنظيم ملاعبهم عقد انتهاء كل مباراة بالدوري المحلي، وكرروه خلال مباريات منتخبهم بمونديال روسيا، حيث أبهر المشجعون اليابانيون العالم بهذا السلوك رغم إقصاء منتخب بلادهم.

 ليس عيبا أن نأخذ العبرة من النماذج الناجحة. وما قام به الجمهور الرجاوي يعتبر بحق رقيا في السلوك، من شأنه المساهمة، في حالة ما إذا تحول إلى تقليد بعد كل مباراة سواء تلك الخاصة بكرة القدم أو باقي الأنواع الرياضية، إلى محو الصورة السلبية التي التصقت بجمهور كرة القدم بصفة عامة، صورة نمطية لا تخرج عن إطار الشغب والعنف والتخريب والاعتداء على المارة وتكسير الممتلكات الخاصة والعامة.

    برافو جمهور الرجاء على مبادرته الرائعة التي تستحق جائزة تكريم، وتحية خاصة للوداديين على مساندتهم التلقائية والدائمة لفريقهم في كل الظروف والأحوال…    

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top