فتح اعتذار الحكومة الكاميرونية، رسميا، عن احتضان مباريات “المربع الذهبي”، ونهائي مسابقة دوري أبطال إفريقيا، الباب من جديد أمام الرغبة في المنافسة على احتضان هذا الموعد القاري الهام، الذي تبحث له الكاف عن مكان تتوفر فيه الشروط والضمانات المطلوبة.
الجهات الرسمية بالكاميرون أرجعت أسباب عدم استضافة هذه التظاهرة التي تعرف حضور كل من الرجاء والوداد والزمالك والأهلي، وستجرى في لقاء واحد بنظام خروج المغلوب، ومباراة النهاية على شكل لقاء فاصل، إلى انتشار فيروس كورونا، وعدم استقرار الوضع الصحي داخل البلاد، وعوامل مناخية غير ملائمة في هذه الفترة من السنة، وتمنت في الأخير التوفيق للمسابقة والقارة السمراء عموما.
هذا الجانب العلني في حالة الاعتذار، أما الخفي وراءه هو أن الحكومة الكاميرونية كانت ترغب في إجراء التظاهرة بمقابلاتها الثلاثة بحضور الجمهور بملعب دوالا الذي يتسع لأكثر من 80 ألف متفرج، لأهداف خاصة بها، إلا أن عدم تلقي الضوء الأخضر من طرف الكاف، سرع باتخاذ قرار الاعتذار، بكل مبرراته الظاهرية.
هذا الاعتذار الكاميرونى، أوقع الكونفدرالية الإفريقية في حرج شديد، مما فرض على لجنة الطوارئ عقد اجتماع عاجلا، قصد البحث عن حل بديل، وإيجاد بلد آخر لاستضافة المباريات، مع استبعاد نهائي لفرضية إقامة هذه الأدوار الختامية للعصبة الإفريقية بالإمارات العربية المتحدة، وهو الاقتراح الذي سبق أن تقدم به المصري هاني أبوريدة، إلا أنه قوبل بالرفض المطلق من طرف كل أعضاء المكتب التنفيذي.
في ظل هذا الإشكال، وجدت الكاف نفسها أمام خيارين، إما الرجوع للخيار الأول، والمتمثل في عملية الترشيح التي كانت تضم في البداية كل من الدار البيضاء، تونس ودوالا. والآن وبعد انسحاب الكاميرون، انحصر التنافس بين الدار البيضاء وتونس، مع العلم أن خيار تونس، يبدو مستبعدا بالنظر إلى عدم جاهزية ملعب رادس، بالإضافة إلى تبعات الأحداث التي رافقت مباراة الإياب برسم نهاية عصبة الأبطال بين الوداد والترجي سنة 2019.
حسب قوانين المسابقة، ففي حالة اعتذار مدينة أو دولة عن تنظيم أي تظاهرة تابعة للكاف، فلابد من الرجوع إلى الترشيحات الأولى، وهذا يرجح كفة الدار البيضاء وتونس العاصمة، إلا أن الجانب المصري يضغط من أجل الإعلان عن فتح باب ترشيحات جديدة.
في هذا الإطار أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم، أن وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، أعطى موافقته للتقدم بطلب احتضان مباريات النصف النهائي والنهائي لدوري أبطال إفريقيا خلفا للكاميرون، وسيتم ترشيح رسمي لملعب القاهرة، حيث سيعتمد الطلب المصري على موافقة الحكومة، فضلًا عن ضمانات أمنية وتنظيمية.
كما أن تونس تستعد للتقدم بطلب جديد، إذا تطلب الأمر ذلك من أجل استضافة هذا الحدث الكروي السنوي الهام، ومصادر أخرى تتحدث عن نفس الرغبة لكل من السنغال، والجزائر ورواندا.
وفي ظل هذا المستجدات، لازال ترشيح مدينة الدار البيضاء، قائما حتى ولو تطلب الأمر التقدم بطلب جديد، حيث يبدو مركب محمد الخامس الخيار الأنسب، والأكثر جاهزية.
إلا أن ضغوطات مصرية تمارس بقوة للحيلولة دون حدوث هذا الاختيار، الذي لا يخدم على ما يبدو مصالح الناديين المصريين، وهناك من يتحدث عن إمكانية اقتسام شرف التنظيم بين ملعبي الدار البيضاء والقاهرة، بنوع من التساوي ضمانا لمبدأ التكافؤ.
ننتظر اجتماع لجنة الطوارئ التي سيعود لها القرار النهائي، مع العلم أن هذه اللجنة تضم في عضويتها كل رئيس الكاف احمد احمد، ونائبه فوزي لقجع…
محمد الروحلي
> عدسة: مكاو عقيل