تحل اليوم ذكرى وفاة الزعيم الوطني التقدمي، الرفيق علي يعته، الذي كان حادث مفجع قد أودى بحياته سنة 1997 بالدار البيضاء.
ليست الذكرى طقسا سنويا يحييه المناضلون كل سنة لمجرد تجديد الدعاء بالرحمة للفقيد واستحضار خصاله ومعالم سيرته السياسية والنضالية والإعلامية، وليس السلوك محيلا على الوفاء، وعلى الإمساك بالانتماء والأصل وعراقة التاريخ فقط، ولكن هذه السنة يحضر التزامن مع مواعيد الاستحقاقات الانتخابية، وأيضا مع هذه الظرفية الصحية والمجتمعية الصعبة على بلادنا وشعبنا…
ومن داخل هذا الشرط الزمني تبرز الحاجة إلى علي يعته، المناضل اليساري التقدمي الذي قرن نضاله دائما بضرورة فتح باب الأمل أمام شعبنا، وأصر دوما على أن دور المناضل التقدمي هو إشعاع الثقة والتفاؤل وشحذ الهمم، وليس إشعاع التيئيس والعدمية والإحباط.
الراحل علي يعته، فكرا وقناعات وسلوكا، بقي دائما ممسكا بالثقة في شعبنا، وفِي النضال الديموقراطي، ويحث على عدم الاستسلام، وينشر حواليه الثقة في المستقبل.
علي يعتة، أيضا هو الرؤية الفكرية والسياسية، والتي يترجمها يوميا سلوكا ومواقف ملموسة، وفِي مختلف واجهات النضال الوطني.
وبالنسبة له، ليس الحزب مجرد مجموعة أشخاص، حتى لو توفرت لهم كل الموارد المالية وغير المالية، ولكن الحزب هو رؤية وقناعات، أي مصداقية.
لم تكن السياسة لدى علي يعته مفتقدة للمعنى في كل تفاصيلها.
تبعا لكل هذا، استطاع أن يبرز من داخل قبة البرلمان كما لو أنه فريق برلماني لحاله، وتذكر الأدبيات إلى اليوم منجزه التمثيلي والترافعي بكثير من التميز والتفرد.
وتحقق له ذلك، أساسا، بفضل الرؤية والقناعات والسلوك النضالي والمصداقية…
إن استحضار علي يعته اليوم يقدم لنا كلنا نموذج البرلماني الوطني المناضل، وكم هي بلادنا اليوم في حاجة إلى أمثاله، التزاما ونضالية وعمقا وسلوكا.
علي يعته، كذلك، هو المصارع باستمرار والرافض لكل الالتباسات في الأفكار والقناعات والمواقف والأولويات…
عندما تلف البلاد التحديات، وأيضا المزايدات، كان علي يعته ينتصب واقفا واضحا قويا منتصرا للوطن أولا، ولا يقبل أي مساومة على هذا المستوى.
استقلال المغرب ووحدته الترابية وأمنه واستقراره تعتبر أولوية جوهرية لديه، وبعد ذلك تأتي المهمات والقضايا الأخرى…
علي يعته….، المبدأ !!!
السلام للزعيم الراحل، التحية لذكراه…
ما أحوج بلادنا للسيرة…
محتات الرقاص